«الجامعة العربية» تعرب عن قلقها إزاء تزايد الاشتباكات

تجدد المواجهات بين القوات الأمنية ومتظاهرين قرب البرلمان اللبناني

اشتباكات بين المتظاهرين والأمن في بيروت. أسوشيتد برس

تجددت المواجهات بين القوات الأمنية اللبنانية ومجموعات من الحراك الشعبي قرب البرلمان، وسط العاصمة بيروت، في وقت مبكر من صباح أمس، واستخدمت القوات الأمنية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، فيما أقدم مجهولون على إشعال النار في مكتبَي «تيار المستقبل» و«التيار الوطني الحر» في محافظة عكار، وأعربت جامعة الدول العربية عن قلقها إزاء أنباء الاشتباكات المتزايدة التي وقعت في لبنان.

ووقعت المواجهات قبيل استشارات يُفترض أن يجريها رئيس الجمهورية، ميشال عون، مع الكتل النيابية، اليوم، لتسمية رئيس للحكومة، فيما يعارض المتظاهرون تسمية رئيس الوزراء المستقيل، سعد الحريري، الذي يبدو الأوفر حظاً، ويطالبون بحكومة اختصاصيين مستقلة عن السلطة السياسية.

وطلبت وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال، ريا الحسن، في بيان، أمس، من قيادة قوى الأمن الداخلي «إجراء تحقيق سريع وشفاف لتحديد المسؤولين»، بعدما تم نقل أكثر من 50 جريحاً إلى المستشفيات وعلاج أكثر من 90 آخرين في وسط بيروت.

ونبهت وزيرة الداخلية المتظاهرين «من وجود جهات تحاول استغلال احتجاجاتهم المحقة بهدف الوصول إلى صدام بينهم وعناصر القوى الأمنية، التي تعمل على حمايتهم وحماية حقهم في التظاهر، من أجل أهداف سياسية»، متحدّثة عن «دخول عناصر مندسة» في صفوفهم.

وبدأت المواجهات مع تصدي حرس البرلمان، التابع لرئيس مجلس النواب، نبيه بري، وقوات مكافحة الشغب، لمتظاهرين حاولوا اختراق حواجز موضوعة عند شارع يؤدي إلى ساحة النجمة، بالهراوات والضرب المبرح، وردّ المتظاهرون برشق عناصر الأمن بالحجارة.

واستقدمت قوات مكافحة الشغب آلية عسكرية لإطلاق قنابل مسيلة للدموع، كما أطلقت قوات الأمن الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين، وفق ما شاهد مصور وكالة «فرانس برس» وبثّته شاشات تلفزة محلية مباشرة على الهواء.

وتداول متظاهرون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر أشخاصاً مقنعين، أو بزي مدني، وهم يضربون بوحشية المتظاهرين، ويجرون آخرين على الأرض بعد إصابتهم بحالات إغماء.

وقطع محتجون طريق الأوتوستراد «طرابلس - بيروت» عند جسر البالما بالحجارة والعوائق، ونصبوا خيمتين وسط الطريق، احتجاجاً على توقيف أحد النشطاء، أمس، وقطع محتجون آخرون من خيمة الاعتصام في مدينة حلبا بمحافظة عكار شمال لبنان، الطريق العام بإطارات السيارات وبالعوائق الحديدية، وسمحوا فقط بمرور الآليات العسكرية و«الصليب الأحمر» والحالات الطارئة.

وأقدم مجهولون على إشعال النار في مكتبَي «تيار المستقبل» و«التيار الوطني الحر» في عكار بشمال لبنان، وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن مجهولين دخلوا ليلاً إلى المكتب الرئيس لـ«تيار المستقبل» في بلدة خريبة الجندي بعكار عبر كسر زجاج أحد الأبواب الخلفية، وأشعلوا النار في القاعة الرئيسة.

وقالت اللجنة المركزية للإعلام في «التيار الوطني الحر» إن بعض المجموعات أقدمت على دخول المكتب وتحطيم محتوياته وإحراقها، معربة عن استغرابها من هذه التعديات في الوقت الذي يقبل لبنان على استشارات نيابية يأمل اللبنانيون أن تؤدي إلى تكليف رئيس حكومة جديد، ووضعت اللجنة ما جرى في عهدة الأجهزة الأمنية للتحقيق، تمهيداً لمعاقبة الفاعلين وفق القانون، لضمان عدم تكرار مثل هذه الأعمال.

ومن جانبها، أعربت جامعة الدول العربية عن قلقها إزاء أنباء الاشتباكات المتزايدة التي وقعت في لبنان، أخيراً، وخصوصاً الصدامات التي حدثت، أول من أمس، بين المتظاهرين وقوى الأمن، وكذلك الاعتداءات التي وقعت على المتظاهرين وقوى الأمن في بيروت.

وأهابت الجامعة العربية في بيان أصدرته، أمس، بالأطراف اللبنانية وقوى الأمن والجيش اللبناني كافة، ضرورة الالتزام بضبط النفس والابتعاد عن أي مظاهر للعنف، حفاظًا على الاستقرار والسلم الأهلي اللبناني، والحيلولة دون الانزلاق نحو ما يهدد المصلحة الوطنية العليا، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان.

وأشار البيان إلى أن الإسراع في تشكيل الحكومة من شأنه الإسهام في تخفيف حدة التوتر الذي يشهده لبنان، والبدء في اتخاذ الإجراءات التي تفتح الطريق أمام التعامل مع الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعانيها البلاد.

تويتر