موغيريني: الأطراف الباقية غير مستعدة لتفعيل آلية فض النزاع

إيران تهدّد بالعودة إلى «ما قبل الاتفـــاق».. وبريطانيا تتوقع عـامـاً أمـــام طهــران لإنــتــاج قنبـلـــــة نووية

صورة

هددت إيران، أمس، بأنها ستعود إلى وضع ما قبل الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية، إذا لم تف الدول الأوروبية بالتزاماتها، فيما أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، أن الأطراف الباقية في الاتفاق غير مستعدة لتفعيل آلية فض النزاع، وقال وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، إنه لايزال أمام إيران عام على الأقل لإنتاج قنبلة نووية، لكن هناك فرصة ضئيلة لإبقاء الاتفاق على قيد الحياة.

وتفصيلاً، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، إن طهران ستعود إلى وضع ما قبل الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية، إذا لم تف الدول الأوروبية بالتزاماتها.

وحثت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان لها، أمس، الأطراف الأوروبية في الاتفاق النووي الموقع عام 2015 على اتخاذ قرارات عملية وفعّالة ومسؤولة لإنقاذ الاتفاق التاريخي، وقالت: «نشدد على أن الإجراءات التي تواصل طهران القيام بها على أساس طوعي تستند إلى مبدأ المعاملة بالمثل في الحقوق والواجبات في ما يتصل بالاتفاق النووي».

وقال المتحدث باسم الوزارة، عباس موسوي، إن بلاده ستبقى ملتزمة بالاتفاق النووي المبرم مع القوى الدولية عام 2015 بالقدر نفسه الذي سيلتزم به بقية الموقعين عنه، مضيفاً في تصريحات صحافية أن إيران تتوقع من أوروبا اتخاذ خطوات عملية لتنفيذ الاتفاق.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، صرح، أول من أمس، عقب وصوله إلى نيويورك لإلقاء خطاب أمام المجلس الاقتصادي والاجتماعي، التابع للأمم المتحدة، بأن مجرد إبداء الرغبة في الحفاظ على الاتفاق النووي من قبل الأوروبيين ليس كافياً.

في المقابل، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في بروكسل، أمس، أن الأطراف الباقية في اتفاق إيران النووي، غير مستعدة لتفعيل آلية فض النزاع.

أضافت: «في الوقت الحالي، لم يشر أي من أطراف الاتفاق إلى أنه ينوي تفعيل هذا البند، وهو ما يعني أنه لا أحد منهم يعتبر في الوقت الحالي، وفي ظل البيانات الحالية التي تلقيناها، لاسيما من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن المخالفات تعتبر انتهاكات كبيرة».

من جانبه، أكد وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هانت، قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أن الوقت لايزال متاحاً لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، موضحاً أن بلاده لا تتفق مع الولايات المتحدة، وهي أقرب حلفائها، في طريقة تعاملها مع الأزمة الإيرانية.

وأضاف هانت للصحافيين: «لايزال أمام إيران عام على الأقل لإنتاج قنبلة نووية، لكن هناك فرصة ضئيلة لإبقاء الاتفاق على قيد الحياة»، وأعرب عن أمله في «خفض التوتر» مع إيران. ورداً على سؤال عما إذا كانت القوى الأوروبية ستسعى إلى معاقبة إيران لانتهاكها بنوداً من الاتفاق، قال هانت إن الأوروبيين سيسعون لعقد اجتماع للأطراف للتعامل مع الأمر، وتابع: «سنفعل وهناك شيء يسمى اللجنة المشتركة، وهي آلية واردة في الاتفاق، وهو ما يحدث عندما يعتقد أحد الأطراف أن الطرف الآخر انتهكه، وهذا سيحدث قريباً جداً».

وأشار هانت، الذي يتنافس على منصب رئيس وزراء بريطانيا، إلى أن الاتفاق لم يمت بعد، مضيفاً: «نريد أن نعطي لإيران فرصة للعودة عن تدابيرها المخالفة لتعهداتها»، مشيراً إلى أنه يتفق مع الولايات المتحدة على ضرورة إيجاد حل طويل الأجل للنفوذ الإقليمي لإيران، لكنه يختلف مع نهج واشنطن الحالي.

وتابع: «ما تعرفه الولايات المتحدة هو أننا نعتبرهم أقرب حلفائنا، ونعتقد أن التحالف بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة كان أساس السلام والازدهار العالميين، لكن الأصدقاء يختلفون في بعض الأحيان، وهذه واحدة من المرات النادرة جداً التي نختلف فيها، لكن هذا لا يعني أننا لا نعمل معهم عن كثب سعياً وراء السلام».

ويأمل الأوروبيون في إقناع إيران برغبتهم في مساعدتهم بآلية «إنستكس» للمقايضة التجارية مع إيران، للالتفاف على العقوبات الأميركية من خلال تفادي استخدام الدولار، لكن الوضع معقد، وقال مصدر دبلوماسي أوروبي إن العقوبات الأميركية ذات التأثير الواسع أدت إلى انسحاب الشركات الأوروبية من إيران وانهيار التجارة.

مصدر دبلوماسي:

• «العقوبات الأميركية ذات التأثير الواسع أدت إلى انسحاب الشركات الأوروبية من إيران وانهيار التجارة».

تويتر