استسلام المئات من عناصر «التنظيم» وأسرهم.. ومقتل 38 في الاشتباكات

معارك عنيفة في «الباغوز».. و«داعش» يرد بالصواريخ الحرارية

أحد المواقع التي تركها عناصر «داعش» في الباغوز. أسوشيتد برس

واصلت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، أمس، معاركها العنيفة ضد مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي في بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، قرب الحدود السورية العراقية، وأعلنت استسلام المئات من عناصر التنظيم وأسرهم، وبينما شن طيران التحالف الدولي 20 غارة جوية على التنظيم، رد «الدواعش» بإطلاق صواريخ حرارية على مواقع «قسد»، وإرسال سيارات مفخخة إلى مواقعهم.

وتفصيلاً، استسلم العشرات من عناصر «داعش» وعائلاتهم في بلدة الباغوز، حسبما أفاد القائد العسكري في قوات سورية الديمقراطية عدنان عفرين، وقال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن «الدواعش» سلموا أنفسهم لقوات «قسد»، وأكد أن المعارك مستمرة وسط قصف مدفعي وبالأسلحة المتوسطة على مناطق سيطرة «داعش»، وهناك دفعات أخرى من مسلحي التنظيم وعائلاتهم تصل تباعاً إلى منطقة جبل الباغوز، بعد انطلاق المعركة أول من أمس.

وقال الناطق الرسمي باسم قوات سورية الديمقراطية كينور غبرائيل، إن العمليات العسكرية لـ«قسد» مستمرة، ووقعت اشتباكات في منطقتين بشكل واسع ومكثف على محاور الجبهة، وهناك مقاومة كبيرة من قبل مسلحي «داعش»، من خلال استخدامهم السيارات المفخخة والصواريخ الحرارية، لافتاً إلى أن «قسد» تمكنت من صد الهجمات على مواقعها، من خلال القصف الجوي الذي قامت به طائرات التحالف على نقاط ومراكز تجمع التنظيم الإرهابي، متوقعاً أن تستمر المعركة خلال اليومين المقبلين. وتابع: «لم يتمكن مسلحو (داعش) من الوصول إلى نقاط قواتنا، بسبب الرد عليها من قواتنا ومقاتلات التحالف الدولي، في استهداف السيارات المفخخة والانتحاريين، ونحن لدينا تنسيق عالٍ بين قواتنا وقوات التحالف، ونعتمد على الخبرة التي تشكلت خلال السنوات الماضية».

وقال رئيس المكتب الإعلامي لقوات سورية الديمقراطية، مصطفى بالي، في حسابه على «تويتر» إن القوات اشتبكت مع عناصر «داعش» في أكثر من محور، ونفذ الطيران 20 غارة جوية، أدت إلى تدمير عدد من السيارات العسكرية والتحصينات الدفاعية ومخزنين للذخيرة، ومركز قيادة للإرهابيين، ما أدى إلى مقتل 38 من مقاتلي «داعش»، فيما نفذ الإرهابيون هجومين بصاروخين حراريين في محورين مختلفين، أديا إلى مقتل ثلاثة وإصابة 10 من قوات سورية الديمقراطية.

واشتد إطلاق النار بعد حلول الظلام في الباغوز، ليلة أمس، مع استهداف المنطقة بالصواريخ، وأمكن سماع دوي أعيرة نارية شديدة، بينما أضاءت ألسنة اللهب سماء الليل.

وفي داخل الباغوز، أظهرت لقطات لتلفزيون «رويترز» الأوضاع الصعبة في أطلال البلدة، وانتشرت الخيام البدائية، وتناثرت القمامة في منطقة مملوءة بالقاذورات، ووسط أشجار نخيل ورقع زراعية، كانت هناك سيارات يعلوها الصدأ، وتناثرت براميل بلاستيكية ومعدنية في المكان.

وأكدت مصادر في «قسد» أن قواتها واجهت إطلاق نار من قناصة «داعش»، بالإضافة إلى ألغام أرضية، ولذلك فهي تتقدم ببطء لتفادي وقوع خسائر، موضحة أن مقاتلين أجانب من التنظيم الإرهابي مازالوا يتحصنون في المنطقة.

وقال مسؤول دفاعي أميركي، طلب عدم نشر اسمه، لـ«رويترز»، إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن كبار قادة «داعش» لايزالون في الباغوز، مضيفاً: «نحن على يقين بأن القادة ليسوا في هذه المنطقة الصغيرة المنكوبة، نحن على ثقة بأن معظمهم انتقل إلى مناطق أخرى، في إطار تقييمنا لتحركهم نحو تنفيذ هجمات حرب عصابات، أو الإعداد لمعركة قادمة عندما لا تعود لهم سيطرة على أراض».

تويتر