باريس اعتبرت تغريدة لترامب دافعاً إضافياً لإقامته

فرنسا وألمانيا تدعوان لتشكيل «جيش للأوروبيين» لتأكيد السيادة

أورزولا فون دير لاين دعت للإسراع في اتخاذ قرارات بشأن تشكيل «جيش للأوروبيين». رويترز

دعت وزيرة الدفاع الألمانية، أورزولا فون دير لاين، للإسراع في اتخاذ قرارات بشأن تشكيل «جيش للأوروبيين» والقيام بمهام عسكرية أوروبية مشتركة في مواقف الأزمات، فيما اعتبر وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، أمس، أن التغريدة العنيفة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول الدفاع الأوروبي؛ تشكل «دافعاً إضافياً» لإقامة جيش مشترك للاتحاد الأوروبي، مشدداً على ضرورة أن تؤكد أوروبا «سيادتها».

وتفصيلاً، دعت الوزيرة الألمانية إلى إنشاء جيش للأوروبيين، لكنها أكدت في الوقت ذاته، أمس، في باماكو عاصمة مالي، أنه يجب أن تظل مسؤولية اتخاذ هذه القرارات لدى الأمم والبرلمانات، وقالت: «إنني على قناعة تامة بأنه سيكون لدينا جيش للأوروبيين في المستقبل المنظور».

وأكدت الوزيرة الاتحادية في الوقت ذاته أنه يجب دعم القوات من جانب البرلمانيين، وقالت: «ولكنني أعتقد أن بمقدورنا الإسراع في اتخاذ الإجراءات وأن نكون أفضل. يمكنني مثلاً تصور أن نتحدث بين الدول الأوروبية بشأن لجنة تشغلها دول متنوعة من أجل التوصل لنتائج بشكل أسرع»، مضيفة: «ستكون لجنة تتولى أيضاً بعد ذلك المسؤولية عن الدول المختلفة التي تشكل جيش الأوروبيين».

وأضافت فون دير لاين أنه يمكن في مالي رؤية كيفية تشكيل جيش للأوروبيين في إطار تعاون متزايد بين دول أوروبية، لافتة إلى أنه تم بدء العمل العام الماضي بتأسيس اتحاد دفاع أوروبي.

وناشدت الوزيرة الألمانية دول الساحل الإفريقي تعزيز التعاون السياسي والعسكري، وقالت: «التحديات الإفريقية بحاجة لحلول إفريقية».

وجاءت هذه التصريحات خلال مشاركة فون دير لاين في اجتماع برلماني إقليمي لمجموعة دول الساحل الخمسة (جي 5)، وهي موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد.

يشار إلى أن مالي تتلقى دعماً دولياً وأوروبياً لتشكيل قوات خاصة بها من أجل دعم استقرار المنطقة ومكافحة الإرهاب الصادر عن إسلاميين متطرفين.

يذكر أن منطقة شمال مالي سقطت في أيدي متطرفين ومجموعات متمردة أخرى بشكل مؤقت عقب انقلاب عسكري عام 2012، ولم يتم التمكن من استعادة السيطرة على هذه المناطق إلا عقب تدخل عسكري فرنسي حال دون غرق البلاد في الفوضى.

ومنذ عام 2013 تجرى مهمة تدريبية للاتحاد الأوروبي في مالي لتدريب قواتها، وكذلك لقوات مجموعة (جي5). ويشارك في هذه المهمة حالياً نحو 600 جندي من دول أوروبية، من بينهم 150 جندياً من ألمانيا.

فضلاً عن ذلك، يشارك الجيش الألماني بما يصل إلى 1100 جندي في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي «مينوسما» التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار في البلاد، والتي بدأت مهامها أيضاً عام 2013.

في السياق نفسه، اعتبر برونو لومير أن التغريدة العنيفة لترامب حول الدفاع الأوروبي تشكل «دافعاً إضافياً» لإقامة جيش مشترك للاتحاد الأوروبي، وأضاف رداً على سؤال لإذاعة فرنسا الدولية «عندما نقرأ هذه التغريدة فإنها (تشكل) دافعاً إضافيا لإقامة هذا الجيش الأوروبي الذي يقترحه إيمانويل ماكرون».

وأضاف الوزير «السؤال اليوم ليس ما نرد به على ترامب بل ما لدينا نحن الأوروبيين من إرادة، وما نحن قادرون على فعله».

وكان الرئيس الأميركي لدى وصوله مساء الجمعة الماضي للمشاركة في إحياء ذكرى مئوية نهاية الحرب العالمية الأولي، قد أطلق وصف «مهينة جداً» على تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، المؤيدة لإقامة جيش أوروبي واعتباره أنه على أوروبا «أن تحمي نفسها إزاء الصين وروسيا وحتى الولايات المتحدة».

إلا أن الرئاسة الفرنسية أكدت أن الجيش الأوروبي المعني لا يستهدف بأي حال الولايات المتحدة، متحدثة عن «لبس» في ترجمة تصريحاته. وقال ماكرون في مقابلة مع تراب: «علينا أن نتقاسم بشكل أفضل العبء داخل الحلف الأطلسي».

واعتبر برونو لومير أنه على الاتحاد الأوروبي أن يكون قادراً على «الدفاع عن نفسه»، خصوصاً في مواجهة «التهديد الأساسي» الذي يشكله اليوم «الإرهاب الإسلامي».

وشدد الوزير الفرنسي على أن «أوروبا يجب أن تؤكد اليوم سيادتها، ويجب أن تدافع عن مصالحها الاقتصادية، وعليها أن تؤكد رؤيتها للضرائب العادلة والناجعة»، مؤكداً مجدداً على إرادته في فرض رسوم أفضل على الشركات العملاقة في المجال الرقمي.


- وزير الاقتصاد الفرنسي أكد أن السؤال

اليوم «ليس ما نرد به على ترامب، بل ما لدينا

نحن الأوروبيين من إرادة، وما نحن قادرون

على فعله».

تويتر