مقتل 6 أشخاص بهجوم على الجيش الشعبي في مايوم عشية الاستفتاء

البشير وسلفا كير يكشفان خطـوات ما بعد انفصـال الجنوب

سلفا كير مع جون كيري في جوبا عشية الاستفتاء. رويترز

انتشرت القوات الأمنية بشكل مكثف في جوبا عاصمة الجنوب، استعداداً للاستفتاء، حول تقرير مصير الجنوب الذي ينطلق االيوم ، وأعلنت وزارة الداخلية السودانية استكمال إجراءاتها الخاصة بإتمام الاستفتاء في الخرطوم والولايات الشمالية، وفيما كشف زعيما الشمال عمر البشير، والجنوب سلفا كير ميارديت عما ينويان القيام به خلال مرحلة ما بعد الانفصال الذي بدا بالنسبة إليهما حتمياً، أعلن مسؤول عسكري في الجيش الشعبي لتحرير السودان ان ستة اشخاص على الأقل قتلوا في هجوم قام به مسلحون تابعون لفصيل جنوبي متمرد في مايوم بولاية الوحدة الجنوبية.

وبعد الاحتفالات الصاخبة والمسيرات الداعية إلى التصويت مع الانفصال التي أقيمت في جوبا، توقفت كل هذه المظاهر أمس، بناء على تعليمات مفوضية الاستفتاء التي منعت أي دعاية في اليوم الأخير، ما قبل الاستفتاء.

وانتشر نحو 5000 عنصر من الجيش الشعبي لتحرير السودان، ومن الشرطة الجنوبية، في شوارع جوبا استعداداً للحدث الكبير اليوم.

من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية السودانية أمس، استكمال اجراءاتها الخاصة بإتمام الاستفتاء في الخرطوم والولايات الشمالية. وقال الناطق باسم الداخلية، الفريق احمد التهامي، إن الوزارة نشرت 33 ألف شرطي في مختلف ولايات الشمال ودربت 400 ضابط وضابط صف لتأمين الاستفتاء، وقال التهامي إن التجهيزات الأمنية انطلقت منذ الانتخابات العامة الأخيرة، ومستمرة حتى نهاية المرحلة الانتقالية في يوليو .2011 وأوضح ان عدد مراكز الاقتراع في ولايات الشمال يبلغ 169 مركزاً، منها أكثر من 70 مركزاً في الخرطوم، تليها دارفور ثم ولاية النيل الأزرق.

من جهتها، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات انطلاق عملية الاستفتاء اليوم، إذ يشارك فيه طبقاً لآخر ارقام التسجيل ثلاثة ملايين و.330916

ورداً على سؤال عن معايير الشفافية والنزاهة في الاستفتاء، قال الناطق باسم المفوضية، محمد ابراهيم خليل، إنها ملخصة في سلامة البيئة الأمنية المحيطة بالتصويت، وضمان حرية التعبير، والتجمع، ومشاركة الدول المراقبة عملية السلام، ومراقبة المجتمع المدني، ومساهمة الأحزاب السياسية، وتأكيد الجنوبيين السرية، وعدم التأثير فيهم، وقال خليل ان متابعة المفوضية أمن الاستفتاء شمل حراسة المقار، وحماية نقل الصناديق، وتأمين ملابسات الفرز وإعلان النتيجة.

وصدرت مواقف، مساء أمس، من كل من الرئيس السوداني عمر حسن البشير، ورئيس حكومة الجنوب السوداني، سلفا كير، اعتبرت بمثابة تثبيت مواقف واستشراف المستقبل المتجه بالنسبة إليهما الى الانفصال، وقام سلفا كير بالتوقيع في جوبا على 16 قانوناً، لها علاقة بالوضع الدستوري للجنوب، خلال مرحلة ما بعد الاستفتاء، وكأنه بذلك يستبق النتائج، وتتناول هذه القوانين شؤون دمج المسرحين من الجيش الشعبي ومعاقي الحرب في المؤسسات المدنية، والدفاع المدني، والسجون والمواصفات والمقاييس. وبعد التوقيع، قال وزير الشؤون القانونية في حكومة جنوب السودان، جون لوك جوك، إن هذه الخطوة تأتي ضمن ترتيبات الحكومة لمواجهة الأوضاع في فترة ما بعد الاستفتاء.

ومقابل هذه الخطوة السيادية كان الرئيس السوداني عمر حسن البشير يعلن في حديث تلفزيوني، مواقف لها علاقة بما بعد الانفصال. فالجنوب بالنسبة إليه في حديثه إلى قناة «الجزيرة» يعاني مشكلات كثيرة، ويفتقر إلى مقومات الدولة، كما قدم الرئيس السوداني صورة عما سيكون عليه الوضع بعد الانفصال، موضحاً ان الجنوبيين المقيمين في الشمال سيعاملون كأجانب.

وقال إن «تقرير مصير السودان حق أعطي حصرياً للمواطن الجنوبي، وإذا قرروا تقسيم السودان إلى دولتين، وقيام دولة خاصة بهم، ليس هناك من موجب لإقامتهم» في الشمال. وأضاف «هم يعتبرون ان المواطن الجنوبي في الشمال مهمش، ومن الدرجة الثانية، فلماذا تريد أخذ جنسية دولة تهمشك؟».

وتدارك البشير «أما إن أرادوا الإقامة في الشمال، والتمتع بكل الحقوق، فليتوحد السودان، وليس هناك منطق يجعلهم يأخذون الحقوق والامتيازات نفسها بالشمال»، مشددا على ان «مسألة الجنسية المزدوجة غير واردة بالنسبة إلينا». وقال البشير ان شمال السودان وجنوبه، يمكن ان يشكلا اتحاداً على نمط الاتحاد الأوروبي، اذا اختار الجنوبيون الانفصال، كما أكد أن الجنوبيين الذين يشكلون نحو 20٪ من الموظفين في الإدارات العامة وفي الجيش والقوات الأمنية سيستبدلون بآخرين من الشمال. وفي حادث أمني قد يعرقل أعمال الاستفتاء في إحدى ولايات الجنوب، اعلن الجيش الشعبي لتحرير السودان ان ستة اشخاص على الأقل قتلوا، بهجوم قام به مسلحون تابعون لفصيل جنوبي متمرد صباح أمس، على قوات هذا الجيش في ولاية الوحدة. وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي، فيليب اغوير، لوكالة فرانس برس، «هاجم رجال مسلحون الجيش الشعبي لتحرير السودان، وقد وقع ستة قتلى».

وأفادت مصادر متطابقة بأن الهجوم وقع في ساعة مبكرة أمس، في اقليم مايوم في ولاية الوحدة، التي توجد فيها منشآت نفطية. واتهم الجيش الشعبي عناصر تابعة لزعيم ميليشيا مناهض للجيش الشعبي يدعى غاتلواك غاي بالوقوف وراء هذا الهجوم.

ويأتي الهجوم قبل اقل من 24 ساعة من موعد بدء الاستفتاء الذي يشارك فيه الجنوبيون للاختيار بين إعلان دولتهم المستقلة أو البقاء في إطار دولة السودان.

جنوبيو الخرطوم لاذوا بالفرار عشية الاستفتاء

خالد محمود ــ الخرطوم لاحظ مراقبون محدودية الأعداد المتبقية من الجنوبيين في الخرطوم بعد نزوحهم الجماعي، وعدم تجاوز أعدادهم لتلك الخاصة بالشرطة وقوات الأمن المكلفة بحراسة مراكز التصويت.

وتشير التوقعات الى ان المصوتين سيكونون اقل بشكل لافت من المسجلين نظرا لأن معظم الجنوبيين غادروا الشمال. واكد الأمر نفسه مراقبون حقوقيون وزادوا ان حالة الخوف المنتشرة في المعسكرات بعد فراغها من سكانها الجنوبيين ستلعب دوراً مضاعفاً في منعهم من الخروج للتصويت.

وطافت «الإمارات اليوم» بمحيط مدينة الخرطوم حيث معسكرات النازحين (خاوية على عروشها)، ووجدت على اطراف معسكر مايو نقطة تجميع امتعة يقف عليها أربعة شبان جنوبيون وهم في حالة هلع في انتظار الرحيل. وقال جنوبي من الشبان الأربعة، عرّف نفسه باسم كول، ان هذه الأمتعة تخص نحو 400 فرد جنوبي انتشروا في ازقة الخرطوم ولايأتون الا في المساء، وانهم يتركونهم حراساً عليها حيث لايظهر اصحاب الأمتعة الا في المساء.

 

واشنطن تنصح رعاياها في السودان بعدم التنقل

نصحت الولايات المتحدة رعاياها القاطنين في السودان بتوخي الحيطة والحذر، وعدم التنقل بين مناطق البلاد، وذلك قبل اجراء استفتاء اليوم حول تقسيم السودان. وحث بيان من السلطات الأميركية المواطنين الأميركيين الى تقييم الأخطار بدقة قبل الانتقال بين مناطق البلاد.

واضاف البيان «حتى وان كان الوضع نسبياً هادئاً، فإن الفترة التي ستلي الاستفتاء قد تشهد عدم استقرار سياسي واضطرابات مدنية وهجرة اشخاص بين الشمال والجنوب». واشنطن ــ أ.ف.ب

 

تويتر