مصرع 47 من مسلحي الميليشيات.. والمقاومة ترفع جاهزيتها القتالية استعداداً لمعركة تحرير الحديدة

بإسناد إماراتي.. مقاتلات التحالف تدمر قاعدة إطلاق صواريخ للحوثيين بالساحل الغربي

دورية للمقاومة اليمنية في أحد شوارع عدن. أ.ف.ب

قصفت مقاتلات التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، وبمشاركة وإسناد من القوات المسلحة الإماراتية، قاعدة إطلاق صواريخ كاتيوشا تابعة لميليشيات الحوثي الموالية لإيران في أطراف مديرية الجراحي بالساحل الغربي، كانت تستخدمها في قصف الأحياء السكنية المأهولة بالسكان، إضافة إلى تحطيم تحصيناتها بجبهة الحديدة، في ضربات موجعة ودقيقة، كبدتهم خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وأسفرت عن مصرع 47 عنصراً من الميليشيات. من جانبها، رفعت قوات المقاومة اليمنية المشتركة جاهزيتها القتالية إلى الدرجة القصوى، استعداداً وتأهباً لمعركة تحرير مدينة الحديدة من قبضة ميليشيات الحوثي الموالية لإيران.

وتفصيلاً، استهدفت مقاتلات التحالف تعزيزات وآليات عسكرية دفعت بها ميليشيات الحوثي بجبهة الحديدة، ودمرت قاعدة إطلاق صواريخ كاتيوشا تابعة للميليشيات، ومواقع وتجمعات لمسلحي الحوثي في مديرية الدريهمي جنوب الحديدة، ما أسفر عن مصرع 47 عنصراً من الميليشيات وعشرات الجرحى في صفوفها.

وأسفرت الغارات المركزة لمقاتلات التحالف عن تكبد ميليشيات الحوثي خسائر بشرية وميدانية، وتشتيت صفوفها وسط فرار عناصرها من مواقعهم في جبهات القتال، تاركين خلفهم قتلاهم وعتادهم وأسلحتهم.

ونجحت قوات المقاومة اليمنية في تأمين الخط الساحلي الممتد من الخوخة وصولاً إلى مديرية الدريهمي جنوب الحديدة، مع استمرار عمليات تطهير المناطق الشرقية المحاذية للشريط الساحلي من عناصر ميليشيات الحوثي، في إطار الاستعدادات المكثفة لتحرير مدينة الحديدة.

وتشهد صفوف ميليشيات الحوثي الموالية لإيران تراجعاً ميدانياً كبيراً في مختلف الجبهات، بالتزامن مع تقدم القوات الكبير تجاه الحديدة، لتطهيرها من مسلحي الحوثي، ودحر المخطط الانقلابي في اليمن، الذي باتت نهايته تقترب كثيراً مع توسع رقعة سيطرة الشرعية، لتتلقى بذلك عناصر الميليشيات ضربات موجعة في جبهات الساحل الغربي، وخسائر بشرية وميدانية كبيرة.

في الأثناء، رفعت قوات المقاومة اليمنية المشتركة جاهزيتها القتالية إلى الدرجة القصوى، استعداداً وتأهباً لمعركة تحرير مدينة الحديدة من قبضة ميليشيات الحوثي الموالية لإيران.

وقال مصدر في المقاومة الوطنية اليمنية، إن «قوات كبيرة من ألوية العمالقة والمقاومة الوطنية والتهامية قد وصلت إلى مشارف مدينة الحديدة، معززة بتسليح متطور ومتكامل، وعزيمة قتالية عالية لتواصل انتشارها على خطوط المواجهة لبدء معركة الحسم، ودحر ميليشيات الحوثي والمخطط الانقلابي في اليمن».

وأضاف المصدر أن «قوات المقاومة اليمنية المشتركة دفعت بتعزيزات كبيرة إلى جبهة الحديدة، حيث انتشرت وتمركزت على مشارف المدينة تأهباً لمعركة كبرى لتحريرها»، مشيراً إلى أن التكتيك العسكري للمعركة يراعي الحفاظ على أرواح المدنيين والبنية التحتية، بما يضمن تحرير المدينة دون خسائر بشرية في صفوف المدنيين.

وأشار إلى أن دول التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، تستهدف تحسين الأوضاع الإنسانية في المناطق كافة المزمع تحريرها بمدينة الحديدة، لتنعم بمستوى معيشي واجتماعي مناسب، أسوة بالمناطق التي تم تحريرها من قبضة الحوثيين في الساحل الغربي لليمن، ومساعدة أبناء اليمن على تجاوز الظروف العصيبة التي يمرون بها جراء الممارسات الإرهابية لعناصر الميليشيات.

ولفت المصدر إلى أن قوات المقاومة اليمنية المشتركة تواصل تنفيذ عمليات تمشيط واسعة لمزارع مدينة الجاح، وتأمينها من محاولات تسلل لميليشيات الحوثي الموالية لإيران، تستهدف بها رفع الروح المعنوية لما تبقى من عناصرها المنهارة في جبهات القتال، حيث عثرت القوات خلال عمليات التمشيط على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر وقذائف آر بي جي التابعة لعناصر الميليشيات.

من جهته، أكد المتحدث باسم المقاومة الوطنية، العقيد الركن صادق دويد، أن القوات المشتركة، وبدعم وإسناد من قوات التحالف العربي، استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى جبهات الدريهمي والجاح.

ويأتي استقدام التعزيزات في إطار التحضيرات لاستعادة الحديدة، وفق دويد، الذي أشار إلى أن عملية تحرير المدينة الاستراتيجية ومينائها ستكون في طبيعتها «خاطفة ومباغتة ومفاجأة للعدو وغير متوقعة». وباتت قوات المقاومة المشتركة على بعد كيلومترات فقط من مطار الحديدة الدولي، بعد تقدمها إلى مديرية الدريهمي الساحلية.

وبعد أن نجحت القوات المشتركة في تأمين الشريط الساحل الممتد من الخوخة وصولاً إلى مديرية الدريهي والمناطق المتاخمة لمدينة الحديدة، دكت مدفعية التحالف العربي، ليل الإثنين الثلاثاء، تحصينات الميليشيات في مديريات الجراحي والتحيتا وبيت الفقيه.

وبالتزامن مع استقدام التعزيزات والضربات المدفعية، واصلت القوات المشتركة تقدمها الميداني تجاه مطار الحديدة لتحريره، في ظل عمليات تطهير جيوب وأوكار الحوثيين في المزارع.

وحشدت القوات المشتركة قواتها المدربة والمزودة بالأسلحة والمعدات العسكرية الثقيلة، تأهباً لمعركة تحرير الحديدة، التي ستدفع المتمردين للعودة إلى طاولة المفاوضات، وستسهم في الوقت نفسه في تدفق المساعدات الإنسانية إلى أكثر من ثمانية ملايين يمني في محافظات الحديدة وتعز وصعدة وصنعاء.

وأشار المتحدث باسم المقاومة الوطنية، العقيد دويد، إلى أن القوات المشتركة تصدت بنجاح لجميع محاولات التسلل التي قامت بها ميليشيات الحوثي، وكبدتها خسائر فادحة. ولفت المسؤول العسكري اليمني إلى أن ميليشيات الحوثي نقلت تحصيناتها ونقاط تمركزها إلى المناطق السكنية في الحديدة.

وكانت قوات الجيش اليمني، وبإسناد من التحالف العربي، تمكنت الإثنين من تحقيق تقدم نوعي في محافظتي صعدة والجوف، شمال البلاد، وتحرير مناطق واسعة من ميليشيات الحوثي الإيرانية. ففي معاقل الانقلابيين بمحافظة صعدة، وضمن عملية قطع رأس الأفعى، تمكنت قوات الجيش الوطني من تحرير مرتفعات اذيق، والخط الممتد من منطقة الفرع إلى منطقة البقع في مديرية كتاف الواقعة شمال المحافظة. ومع تقدم قوات الجيش الوطني تتراجع ميليشيات الحوثي الانقلابية إلى مركز مديرية كتاف، التي لا يفصلها إلا 20 كيلومتراً عن مناطق المواجهات.

وفي محافظة الجوف، أطلق الجيش الوطني عملية عسكرية واسعة لتحرير واستعادة السيطرة على ما تبقى من مديرية المتون، وتطهيرها من ميليشيات الحوثي الانقلابية. وتمكنت قوات الجيش الوطني من تحقيق تقدم في جبهة المتون غرب الجوف، وتحرير عدد من المواقع، مكبّدة الميليشيات خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.

ونتيجة لانتصارات قوات الشرعية، خلصت اجتماعات مكثفة لقيادات ميليشيات الحوثي الانقلابية، قبل أيام، إلى أسباب الانتكاسات والهزائم المتوالية والكبيرة التي تلقتها في الجبهات، خصوصاً في معقلها الرئيس في صعدة والساحل الغربي، معتبرة أنها تتلخص في الخيانة والسخط الشعبي. وأفيد عن أن لوائح تصفية وضعت بأسماء بعض قيادات الميليشيات الحوثية، من أجل قتلها بتهمة الخيانة.

وحسب «العربية نت»، كشفت مصادر يمنية أن اجتماعات عدة داخلية موسعة وسرية عقدت على مستوى قيادات الصف الأول، لتدارس انتكاساتهم، وخلصت إلى أن السخط الشعبي المتصاعد ضدهم بسبب الانتهاكات والجرائم والفساد في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، واحد من أهم أسباب تلك الهزائم، فضلاً عن الخيانة.

وقدمت قيادات الميليشيات أسماء 204 من مشرفيهم (قادة حوثيون)، إلى عبدالملك الحوثي، مع تقارير باتهامات لكل قيادي منهم، بينها «التواطؤ والخيانة والفساد وعدم حشد مجندين»، وتوقعت وسائل إعلام محلية إما تصفية هذه القيادات بطريقة سرية، أو محاكمتها علنياً وإعدامها في محاولة لتخفيف الاحتقان الشعبي ضدها من جهة، وترهيب بقية قادتها من جهة أخرى.

تويتر