روسيا: هدف الغرب إسقاط نظام الأسد.. والهجوم الكيماوي «مسرحية» أعدت بمشاركة استخبارات أجنبية

الأمم المتحدة تحذِّر من «تصعيـــد عسـكري شامل».. وواشنطن تتهم دمشق باستخدام «الكــيماوي» 50 مرة

صورة

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أمس، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول سورية، دعت إليه موسكو، من أن التوتر بشأن سورية قد يؤدي إلى «تصعيد عسكري شامل»، وفيما اتهمت المبعوثة الأميركية بالأمم المتحدة، نيكي هيلي، نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام أسلحة كيماوية في الحرب 50 مرة على الأقل، اتهمت روسيا الغرب بالعمل على إسقاط حكومة النظام السوري، وتساءلت عن المشروعية الدولية لشن ضربات عسكرية محتملة على سورية. يأتي ذلك بعد أن أعلنت روسيا أن لديها أدلة «دامغة» على أن الهجوم المفترض بالأسلحة الكيماوية في مدينة دوما السورية كان «مسرحية»، أعدت بمشاركة استخبارات أجنبية، وتحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أي «عمل متهور وخطير» في سورية، قد يترك «تداعيات لا يمكن توقعها».

وتفصيلاً، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، من أن التوتر المتصاعد بين القوى الكبرى، قد يفضي إلى «تصعيد عسكري شامل» في سورية. وحث غوتيريس مجلس الأمن الدولي على «التحرك بمسؤولية في هذه الظروف الخطيرة». وأضاف غوتيريس «زيادة التوتر، وعدم القدرة على التوصل إلى حل وسط، بشأن إنشاء آلية للمحاسبة، يهددان بتصعيد عسكري شامل».

من جانبها، قالت مبعوثة أميركا بالأمم المتحدة، نيكي هيلي، أن تقديرات أميركا تشير إلى أن الأسد استخدم أسلحة كيماوية في الحرب 50 مرة على الأقل. وأعلن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبنزيا، أمس، خلال اجتماع مجلس الأمن حول سورية، أن «كل ما يهم (الغرب) هو إسقاط الحكومة السورية».

وقال السفير الروسي، متسائلاً عن المشروعية الدولية لشن ضربات عسكرية محتملة على سورية: «لماذا تزرعون الفوضى في الشرق الأوسط؟ وحده مجلس الأمن يملك سلطة اتخاذ إجراءات» ضد سورية، إذا تأكد استخدام السلاح الكيماوي.

وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي: «لدينا أدلة دامغة، تؤكد أن هذه كانت مسرحية أخرى، وأن أجهزة استخبارات دولة هي حالياً في واجهة حملة كراهية، روسيا تورطت فيها».

وتابع لافروف: «تضمن الإعداد لهذا (الهجوم) خدمات خاصة لإحدى الحكومات، التي تحاول الآن أن تكون في الخطوط الأمامية لحملة الخوف غير المبرر من روسيا»، ولم يذكر اسم البلاد.

وأفاد مسعفون سوريون، وبيان صدر من منظمة الصحة العالمية، بأن أكثر من 40 شخصاً قتلوا في غارة استهدفت دوما، التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة قرب دمشق، في السابع من أبريل الجاري، بعدما ظهرت عليهم أعراض مطابقة لتلك الناجمة عن استخدام الأسلحة الكيماوية. واتهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها النظام السوري بالهجوم، إلا أن روسيا أصرت مراراً أنه عبارة عن مسرحية، أعدتها فصائل المعارضة في محاولة لدفع الدول الغربية إلى التدخل في سورية.

وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وحلفاؤه الغربيون، أنهم ينوون شن ضربات، لمعاقبة دمشق.

وتتجه مجموعة مكونة من 12 سفينة وقطعة حربية أميركية نحو سورية استعداداً لضربة عسكرية محتملة، ضمن حملة أميركية، تعد الأكبر بعد غزو العراق في عام 2003. وتشمل قائمة السفن المتوجهة نحو شرق المتوسط، حاملة الطائرات العملاقة العاملة بالطاقة النووية «يو إس إس هاري إس ترومان»، التي بمقدرها حمل 90 طائرة.

وبحسب تقرير لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، ترافق حاملة الطائرات «ترومان»، خمس مدمرات وطرّادات، وجميعها في طريقها نحو الشرق الأوسط.

ودعا وزير الخارجية الروسي واشنطن، أمس، إلى أن تستخدم مع موسكو «طرقاً دبلوماسية، لا تتضمن إنذارات وتهديدات».

وحذر لافروف من تدخل عسكري، ومن سيناريو مشابه لما حدث في ليبيا والعراق، مؤكداً أنه «حتى التجاوزات غير المهمة، ستتسبب أيضاً بموجات جديدة من المهاجرين إلى أوروبا، وتطورات أخرى لا نحتاج إليها، لا نحن ولا شركاؤنا الأوروبيون».

في الأثناء، واصلت القوى الغربية تقييم خياراتها، أمس، بشأن ضربات محتملة ضد النظام السوري، وسط تزايد الضغوط لتجنب التصعيد، بعد تحذير من روسيا بأن التحرك العسكري قد يؤدي إلى «حرب».

في فرنسا، قال ماكرون، في مقابلة تلفزيونية، إن لديه «الدليل» على أن نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية، وتعهد بالرد «في الوقت المناسب». لكنه بدا أيضاً حريصاً على تجنب توسيع النزاع، قائلاً إن فرنسا «لن تسمح مطلقاً بالتصعيد».

وأعلن الإليزيه أن الرئيس الفرنسي أجرى محادثات هاتفية، أمس، مع نظيره الروسي حول سورية، وعبر عن أمله «تكثيف» التشاور بين باريس وموسكو، «لإعادة السلام والاستقرار» إلى سورية.

وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون عبر، في الاتصال الهاتفي، عن «الأسف للفيتو الروسي الجديد في مجلس الأمن، الذي منع رداً موحداً وحازماً» للأمم المتحدة، بعد الهجوم الكيماوي المفترض في الغوطة الشرقية. وقد حذر الرئيس الروسي، بعد الاتصال الهاتفي، ماكرون من أي «عمل متهور وخطير» في سورية، قد يترك «تداعيات لا يمكن توقعها»، وذلك بعد تهديد الغربيين برد عسكري.

وقال الكرملين، في بيان: «من الضروري تجنب أي عمل متهور وخطير، يشكل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة، قد تكون له تداعيات لا يمكن توقعها».

وأضاف أن «فلاديمير بوتين ركز على ضرورة إجراء تحقيق متقدم وموضوعي، حتى التوصل إلى خلاصة يكون بعدها من الحكمة الامتناع عن توجيه أي اتهام بحق أيٍّ كان».

وفي أمستردام، قال خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أمس، إنه لن تكون هناك نتائج سريعة، للتحقيق في مزاعم هجوم الغاز السام في سورية.

ومن المؤكد أن يستمر التحقيق، الذي يجريه فريق من المنظمة الدولية في مدينة دوما، أياماً عدة. بعد ذلك، يمكن أن يستغرق التحليل المختبري للعينات أسبوعين آخرين، حسب ما صرح الكيماوي الألماني رالف تراب.

تويتر