الشباب عُدَّةُ الحاضر وعِماد المستقبل

د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد

الإسلام اهتم بالمرحلة العمرية الأولى للإنسان من حيث تلقينه المعارف الإيمانية والمهنية، لينشأ مكتمل القوى الجسدية والعقلية، فيكون نافعاً لنفسه وغيره، لأن هذه المرحلة هي مرحلة التكوين، فإذا تجاوزها كان تكوينه بعدئذٍ ضرباً من العبث، وكما قالوا:

«عدِّل الغصنَ ما دام يعتدل * ما ينفع التعديل عند الكِبَر».

وقال آخر: «ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَ شبابهِ * فكبِّر عليه أربعاً لوفاته»، وَ«ذَاتُ الْفَتَى واللَّهِ بالْعِلْمِ وَالتُّقَى* إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته».

لذلك نرى الأمم الراقية تهتم بأجيال الشباب جيلاً بعد جيل، حتى يتأهلوا لكل معاني الحياة، وإلا كانوا وبالاً على الدولة والمجتمع.

إن شباب الأمة هم عماد حاضرها وعدة مستقبلها، فهم أهل القوة الذهنية والجسدية القادرون على العطاء بلا كَللٍ ولا ملل، فالاعتناء بهم هو الاستثمار الحقيقي لنهضة الأمة ورُقِيِّها، وكما قال مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «إن الازدهار الحقيقي للدولة هو شبابها»، وقال طيب الله ثراه: «لقد تعلّمنا من هذا الازدهار أن نبني دولتنا من خلال التعليم والمعرفة وأن نرعى أجيالاً من الرجال والنساء المتعلمين».

ونحو ذلك قال نجله المبارك، صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله: «إن التعليم يمثل أولوية وطنية قصوى، كما أن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الحقيقي الذي ننشده»، ثم قال: «إن الثروة الحقيقية والمكسب الفعلي للوطن يكمن في الشباب الذي يتسلّح بالعلم والمعرفة، باعتبارهما وسيلة ومنهجاً يسعى من خلالهما إلى بناء الوطن، وتعزيز منعته، في كلّ موقع من مواقع العطاء والبناء».

ومن أجل ذلك أنشأت الدولة وزارة خاصة بالشباب يرأسها شاب رفع مكانة الدولة في عالم الفضاء، ويطمح لأن تسهم وزارته إلى أكبر مما وصل إليه بنفسه، وهكذا يكون طموح الشباب المثقف، وهو ما تسخر الدولة جميع إمكاناتها المادية واللوجستية لتحقيقه فينال الشباب المعارف اللازمة للرقي المنشود بأنفسهم ووطنهم.

وهو ما وجّه به صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حينما قال: «دولتنا قامت على سواعد الشباب وستستمر في بناء مستقبلها اعتماداً على مهاراتهم وقدراتهم، وإن الاهتمام بالشباب هو اهتمام بمستقبل هذه البلاد.. وتوفير فرص لهم هو توفير فرص نمو كبيرة لدولتنا».

وهذا أمر ينشده الإسلام في المقام الأول، فإن دولته لم تقم إلا بتضحيات الشباب في كل زمان ومكان.

كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر