دورات اليوم الواحد بين الوهم والإبداع

محمد سالم آل علي

مع تعدد روافد التعليم نتيجة التطورات التكنولوجية غير المسبوقة التي يشهدها عصرنا هذا، بدأت العملية التعليمية تشهد تغيرات ملموسة تطال المعلمين والمتعلمين، فبضغطة زر أو نقرة على الشاشة، أمست المعرفة تنهال على الجميع، ومن كل أصقاع الأرض، ولم تعد هناك حاجة إلى السفر والترحال طلباً للعلم، لا في الصين ولا في غيرها.

فكل بعيد هو قريب اليوم بفضل الشبكة العنكبوتية، ومن خلالها بات سهلاً الالتحاق بشتى البرامج والدورات، دون مغادرة المنزل أو مكان العمل.

إلا أن ما سأخوض فيه اليوم، هو هواية جديدة بدأت تظهر ملامحها في هذا العصر التكنولوجي الممتع، وهي حضور الدورات التدريبية، سواء كان ذلك سعياً وراء العلم والمعرفة الحقيقية بشكل عام، أو لأجل تجميع الشهادات وتكديسها، بغية تقوية السيرة الذاتية وإغنائها بصنوف شتى من المعارف والمهارات.

ولعل أكثر ما لفت نظري في هذا السياق، هو حوار دار بين مجموعة من الشباب والشابات، بحضور نخبة من الأكاديميين من ذوي الاختصاص حول مدى فاعلية تلك الدورات، وما إذا كانت هناك فائدة حقيقية من المادة العلمية المتعلقة بها، في سبيل تحقيق التميز والإبداع. واللافت في الأمر هو تباين وجهات النظر واختلافها، حيث ركّز البعض على أن نجاح تلك الدورات مرتبط بشخصية المدرب وكفاءته العلمية، بينما انحاز القسم الآخر إلى محتوى المادة العلمية نفسها، وخصوصاً ما يتعلق برسالتها ومصداقيتها.

لا أخفيكم أن النقاش أثار فضولي لمعرفة العنصر الأكثر تأثيراً لدى رواد تلك الدورات، وأيضاً لدى مسؤولي التدريب، ومديري تطوير الجودة في الجهات الحكومية والخاصة، على حد سواء. وبناء على بعض الآراء من متتبعي تلك الدورات والمواظبين عليها، أبدى الكثيرون رضاهم عنها، من حيث ترسيخ الأساسات المعرفية والارتقاء بالناتج والمخرجات، وفي الوقت نفسه كانت هناك دورات حادت عن مسارها ومبتغاها، فلم تكن سوى إعلانات بعناوين رنانة.

والحقيقة هي أن نجاح أي دورة تدريبية يحتاج إلى تضافر جميع العناصر، بدءاً بالمادة العلمية، وصولاً إلى شخص المدرب وكفاءته الشخصية والأكاديمية، مروراً بالتوقيت والمدة، ومكان الانعقاد.

ونصيحتي لكم ألا تبحثوا عن الدورات الرائجة والتسميات الطنانة، بل اطلبوا منابع الفائدة الحقيقية التي تنسجم مع تحصيلكم الأكاديمي وتدريبكم المهني.

مؤسس سهيل للحلول الذكية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر