سلوك مزعج.. محولو اللوم

الدكتور علاء جراد

هل سبق أن عملت مع زملاء في فريق العمل، ثم أخفق أحدهم في أداء مهمته، وعندما أعطيت تغذية راجعة قام ذلك الزميل بتحويل الموقف إلى «دراما» ولعب دور الضحية، وحول الأنظار عليك، وتناسى تماماً المشكلة الرئيسة، واختزل الموقف في تعليقك أو تعبيرك عن استيائك؟ نعلم أن من أبسط قوانين الفيزياء أن لكل فعل رد فعل، ولكن هؤلاء الأشخاص لم يحضروا ذلك الدرس، وتناسوا فكرة الفعل، وتمسكوا فقط برد الفعل. إذا مررت بمثل هذا الموقف، أو كنت أنت من يسلك هذا السلوك، فإن علماء النفس درسوه وأعطوه مسمى علمياً وهو «محولو اللوم» Blame-Shifters، بحسب موقع «سيكولوجي توداي».

غالباً ما يتم تحويل اللوم لتجنب المسؤولية، مثلما يحدث في حوادث السيارات، لتجنب دفع المسؤول عن الاصطدام ثمن الأضرار التي لحقت بالمركبتين. وفي بيئة العمل، غالباً ما يلقي الأفراد الذين يعانون أعراض اضطرابات الشخصية اللوم على الآخرين، لأن تحمل المسؤولية عن النتائج غير المرغوب فيها يجعلهم يشعرون بالعيوب، كما يلعب عامل النضج، وعدم الموضوعية، وبيئة العمل، دوراً كبيراً في ذلك.

وهناك أمثلة كثيرة يقوم فيها الموظف بلعب دور الضحية، وأن شركته أو مديره هم السبب في تقصيره، وأنه مجني عليه. وعلى الرغم من أن مبادئ الجودة تحمّل الإدارة معظم المسؤولية بصفة عامة، ولكن يظل السلوك الفردي لبعض الموظفين من التحديات الكبيرة للإدارة، خصوصاً بعض السلوكيات التي يستغل فيها الموظف القوانين والأنظمة التي تحمي الموظف أكثر مما تحمي حق صاحب العمل، وبالتالي يجد المديرون وأصحاب الأعمال تحدياً كبيراً في التعامل مع فئة من الموظفين، تتوقع من الجميع أن يسيروا على أطراف أصابعهم حتى لا يجرحوا مشاعرها.

بالبحث حول طرق التعامل مع محولي اللوم، وجدت أن هناك ثلاث طرق رئيسة، أولاها: المواجهة، حيث يتم مواجهتهم بالحقائق الأساسية التي لا تحتمل وجهات نظر، مثل وقت إنجاز المهمة أو النتائج القابلة للقياس. الثانية: تثقيفهم، ولو احتاج الأمر لمستشار نفسي حول فكرة تقبل النقد والتغذية الراجعة، وعدم أخذها بصورة شخصية. الثالثة: تدريب هؤلاء، والتأكد من فهمهم أن تحمل المسؤولية لا ينقص منهم، ولن يضيرهم، بل سيزيد من موضوعيتهم ونضجهم الإنساني والمهني.

Garad@alaagarad.com

Alaa_Garad@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر