العادات الصحية في رمضان

محمد سالم آل علي

يحتل شهر رمضان المبارك مكانة خاصة في قلوب المسلمين كافة، فهو شهر للعبادة والتواصل الروحي، ومناسبة خاصة لتعلم الصبر، وممارسة أعمال الخير والإحسان، إلا أنه وفي الوقت نفسه يقدم أيضاً فرصة سانحة قد تخفى عن كثيرين، ألا وهي تنمية العادات الصحية وتعزيزها إلى الدرجة التي تستمر فيها حتى بعد انقضاء هذا الشهر الفضيل، وما أقصده هنا هو الاهتمام بالجانبين الصحي والروحي، بما يضمن عافية الجسم وصلاح الصيام.

ومن أجل سرد العادات الصحية التي يجب على الجميع اتباعها، سأبدأ أولاً بالسحور، كونه يمثل الوجبة الأولى التي تأتي قبل الفجر، وعليه أن يكون خفيفاً، وفي الوقت ذاته غنياً بالعناصر الغذائية التي تضمن استدامة الطاقة طوال اليوم، وطبعاً تبقى السوائل مفتاحاً لكل سحور، وعليكم بشرب الماء والعصائر مع تجنب الكافيين، كونه يدرّ البول، ويُذهب السوائل.

أما بالنسبة للإفطار، فما أجمل اتباع السنة النبوية الشريفة، والبدء بالتمر والماء، ومن ثم مجموعة متنوعة من الأطعمة المتوازنة، بما في ذلك الخضراوات واللحوم الخالية من الدهون، بالإضافة إلى الفواكه والحلويات مع مراعاة الابتعاد عن السكر إلا ما كان في حدود المعقول؛ وطبعاً تجب مراعاة شرب كمية كافية من الماء ما بين الإفطار والسحور، لأن هذا من شأنه منع الجفاف وتجهيز الجسم لصوم يوم جديد.

ولا أضيف جديداً إذا نصحتكم بعدم الإفراط في تناول الطعام أثناء الإفطار، حيث إن كلاً من الاعتدال جنباً إلى جنب مع البطء في تناول الأطعمة، يسمحان للجسم بهضم الطعام بشكل أفضل، ويضمنان الراحة في سائر اليوم.

انتقل إلى النشاط البدني، وهو في هذه الحالة التمارين المعتدلة كالمشي السريع أو الهرولة الخفيفة، أو يمكن غير ذلك من التمارين التي قد تعجبكم وتحلوا لكم، وما يهم هنا هو الحرص على دمج تلك التمارين الرياضية ضمن الجدول الرمضاني، بما يدعم الصحتين البدنية والروحية، لاسيما إذا ما نجحتم باختيار نوع النشاط الذي يتناسب مع جسمكم، وأيضاً في تحديد توقيته المناسب الذي لا بد أن يأتي بعد الإفطار أو قبل السحور، لأنه إذا ما أتى خلال ساعات الصيام، فإنه سيستنزف مخزون الطاقة بشكل سريع، ما يؤدي إلى زيادة التعب والجفاف، خاصة في الأيام الحارة.

وأؤكد لكم ختاماً أنه وبعد اتباعكم تلك النصائح، إلى جانب مراعاتكم فترات النوم المنتظمة، وابتعادكم عن العادات غير الصحية، مثل التدخين بأنواعه، ستنجحون في إعادة ضبط أنفسكم، ليس على المستوى الروحي فحسب، بل على الجسدي أيضاً، وستؤسسون حتماً لعادات صحية تستمر معكم مدى الحياة.

مؤسس سهيل للحلول الذكية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر