لماذا نحن غير سعداء؟

د. كمال عبدالملك

سواء كنا نعاني الرفض، أو عدم اليقين، أو الوحدة، أو الصراعات في العلاقات، أو الإرهاق - أو ببساطة نسعى لتحسين صحتنا العقلية والعاطفية، يقدّم لنا كتاب When Things Don›t Go Your Way: Zen Wisdom for Difficult Times (عندما لا تسير الأمور على ما يرام: حكمة الزن في الأوقات الصعبة)، لمعلم بوذية الزن هيمن سونيم (بنجوين، 2024)، طرقاً لمواجهة هذه التحديات.

يخبرنا المؤلف أننا غالباً ما نسعى إما لامتلاك الأشياء أو تجنب الناس. هذا الصراع المستمر يمنعنا من إيجاد السلام الداخلي.

نحن غير سعداء لأننا لا نستطيع الوصول إلى التصالح مع واقعنا. نحن نرغب في أن تكون الأمور مختلفة عما يحدث في اللحظة الآنية. على سبيل المثال، إذا رأينا شيئاً جذاباً أو لطيفاً، فإن عقولنا لا تستطيع البقاء هادئة. بل، تنجذب نحو الشيء الجديد، نرغب في البقاء قريباً منه، إذا كان الأمر ممكناً، نريد أن نمتلكه تماماً ونستخدمه كما نريد.

إذا كانت هذه هي الحال بالفعل، ماذا يمكننا أن نفعل لجعل عقولنا تشعر بالسلام والرضا، بدلاً من التمسك والمقاومة بلا توقف؟ هل هناك ممارسات يمكننا من خلالها تنظيم عواطفنا بشكل أفضل والعثور على هدوء البال؟

يقول سونيم إنّ أحسن ممارسة في هذه الحالة هي الامتنان. عندما نشعر بالامتنان، ننسى عادة ما لا نملكه، أو ما يمكن أن نملكه. يقلل هذا الامتنان من ميول العقل للرغبة في امتلاك شيء آخر أو من شكوانا لعدم رضانا بما هو واقع. عندما نمتن بما نملكه الآن، يصبح عقلنا هادئاً ومرتاحاً، على عكس العقل المقاوم الذي غالباً ما يكون مليئاً بالأفكار النقدية والشكاوى. عندما تكون النفس مليئة بالامتنان، لا يوجد مساحة تقريباً لهذه الهواجس السلبية.

يضيف سونيم أنّ علينا أن نبحث عن ثلاثة إلى خمسة أشياء في اليوم نشعر بالامتنان بسببها، وأن نرسل رسالة نصية إلى أنفسنا أو إلى «أصدقاء الامتنان»، أي بعض الأشخاص المستعدين لتبادل تجارب الامتنان معنا.

ويقترح فكرة طريفة هي أن نلتقط حجراً جميلاً ونضعه في مكان مرئي في المنزل، في كل مرة ننظر إلى الحجر، يذكرنا ذلك بالبحث في عقلنا عن شيء واحد نكون ممتنين لوجوده في حياتنا في تلك اللحظة.

بشكل عام، يشجع المؤلف على تغيير منظورنا عن الشقاء. بدلاً من رؤيتنا له كشيء يجب تجنبه، يمكننا أن ننظر إليه كمسار نحو وعي أكبر بالذات. من خلال ممارسات الامتنان والقبول، يمكننا أن نكون أكثر هدوءاً ورضا.

باحث زائر في جامعة هارفارد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر