احذر «الموظفين الطفيليين»

الدكتور علاء جراد

سأستعير هنا اسم الفيلم الكوري الفائز بجائزة أوسكار منذ بضعة أعوام «باراسايت» أو (الطفيليون)، وفكرته هي أن هناك نوعية من البشر تعيش عالة على الآخرين، سواء في الحياة الاجتماعية، أو مجتمع الأعمال، تماماً كما تفعل الكائنات الطفيلية التي تعيش عالة على الكائنات الأخرى. وهناك من الموظفين في بيئة العمل من يعيشون تطفلاً واستغلالاً للآخرين وللمؤسسة التي يعملون فيها.

يشير مصطلح «الموظفون الطفيليون» Parasite Employees إلى الموظفين الذين يسهمون بالحد الأدنى من الجهد، ولا توجد لهم إسهامات تذكر، ولكنهم يستفيدون من العمل الجاد وجهود الآخرين. يقوم هؤلاء باستنزاف الموارد والروح المعنوية لبقية فريق العمل، ويركزون على مصلحتهم الشخصية فقط، ويحاولون تعظيم الاستفادة من مكان العمل، سواء في السفر أو البدلات، أو حتى استغلال وقت العمل لمصالحهم الشخصية، ما يخلق خللاً في التوازن يمكن أن يؤثر على إنتاجية الفريق وروحهم المعنوية، حيث يجد الجادون أنهم لا يستفيدون بالقدر الذي يستفيد به هؤلاء الطفيليون، ما يحبطهم ويطفئ عزيمتهم، خصوصاً أن الطفيليين يحاولون بشتى السبل إثناء هؤلاء الجادين عن العمل الجاد، ويقللون من أهمية ما يقدمونه. ويُعد فهم الإدارة لخصائص وتأثيرات واستراتيجيات التعامل مع هؤلاء الطفيليين أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على بيئة عمل صحية ومنتجة.

يمكن التعرف إلى الموظفين الطفيليون من خلال سمات عدة، فنادراً ما يبادرون، ويعتمدون على الآخرين لأخذ زمام المبادرة في المشاريع والمهام. كما أن مساهمتهم ضئيلة جداً، ويتجنبون المسؤولية والمساءلة عن أفعالهم. كما أنهم ماهرون في التلاعب بالمواقف لصالحهم، حيث يحصلون على الفضل في النجاحات، وأخذ تقدير لا يستحقونه، مع إبعاد أنفسهم عن الفشل. إن وجود هؤلاء له تأثيرات ضارة على مكان العمل، حيث تنخفض الروح المعنوية بين الموظفين المجتهدين عندما يلاحظون التوزيع غير العادل للجهد والتقدير. ويمكن أن يؤدي هذا إلى زيادة الإحباط وانخفاض تماسك الفريق، وإهدار الموارد.

تتطلب معالجة مشكلة الموظفين الطفيليين اتباع نهج استراتيجي من الإدارة، مثل تنفيذ مقاييس أداء واضحة، وتقييمات منتظمة، لمساءلة جميع الموظفين عن مساهماتهم. ويساعد هذا في تحديد ذوي الأداء الضعيف، ويوفر أساساً للتعليقات البناءة. ويعد تشجيع ثقافة الشفافية والتواصل المفتوح أمراً حيوياً أيضاً، حيث يمكن لأعضاء الفريق التعبير عن مخاوفهم وملاحظاتهم بشأن المساهمات غير المتكافئة. وأخيراً، قد يصبح من الضروري اتخاذ قرارات صعبة إذا فشل هؤلاء في التحسن، فقد يكون إنهاء الخدمة هو الخيار الوحيد للحفاظ على صحة الفريق وإنتاجيته.

Garad@alaagarad.com

Alaa_Garad@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر