نحو حياة رشيقة وغنية

الدكتور علاء جراد

يبدو أن العالم كله يعاني أزمات متتالية، سواء اقتصادية أو بيئية أو صحية أو كوارث طبيعية، وقد كان ولايزال تأثير ذلك واضحاً في شريحة كبيرة من البشر في مختلف أنحاء العالم.

وعلى الرغم من أن التمسك بالأمل في غد وظروف أفضل أمر لا غنى عنه، فلولا الأمل لانفطر الفؤاد، ولكن من المهم أيضاً تغيير نمط المعيشة، وبصورة فعالة، حتى يستطيع الإنسان مواكبة ما يجري حوله، والعيش في سلام. هناك كثير من الممارسات البسيطة التي يمكن أن يطبقها الإنسان في حياته حتى ينعم بوضع أفضل على المديين القريب والبعيد، وقد وددت أن أشير إلى بعضها هنا.

أولاً: تقوية الجانب الروحي، والالتزام بتخصيص وقت للصلاة والدعاء وعمل الخير قدر الإمكان، وكلما ازداد الوضع صعوبة احتاج الإنسان إلى القرب من خالقه، ولكن للأسف ما يحدث عادة هو العكس، حيث يدور الإنسان في دوامة الاحتياجات المادية، وينشغل عن العبادة والتمسك بحبل الله، فتزداد حيرته، إن الله عزّ وجلّ، بيده الأمر والقدرة على أن يبدّل الأحوال. ومن المهم أن يدرك الإنسان ذلك عن قناعة راسخة. ثانياً: البساطة في المتطلبات المادية، مثل الملابس والسيارة والمفروشات، وكل الأمور التي يمكن أن تستهلك ميزانية الإنسان، وأعرف أشخاصاً ظلوا في براثن الدين سنوات طويلة من أجل قروض استهلاكية، كان يمكن الاستغناء عنها، أشخاص يقودون سيارات بمئات الآلاف، ويصل بهم الأمر إلى عدم القدرة على دفع تكاليف الصيانة الدورية، لذلك يكفي الإنسان الضروريات، فلا داعي لشراء آخر موديل من الهواتف أو السيارات، أو تكديس الملابس أو المفروشات باهظة الثمن، الاعتدال فضيلة، ولا يهم رأي الناس، لأن هؤلاء لن نجدهم حين نكون بحاجة إليهم. ثالثاً: تقدير قيمة الوقت، وعدم إهداره فيما لا يفيد، مثل السوشيال ميديا غير الهادفة، والدخول في جدالات عقيمة لا هدف منها سوى إثبات وجهة نظر معينة، أو الجلوس على المقاهي بلا هدف، أو التجول في مراكز التسوق وغيرها، وإذا كان لدى الإنسان وقت، فعليه أن يقضيه مع من يحب أو مع أصدقاء حقيقيين، يتعلم منهم شيئاً ذا قيمة.

رابعاً: تخصيص جزء من الوقت بصفة يومية، أو حتى أسبوعية، لتطوير النفس، وأبسط ما يمكن القيام به هو القراءة، خصوصاً قصص النجاح والكتب العملية التي يمكن تطبيق ما يتعلمه الإنسان منها، وقد يكون كتاب واحد كفيلاً بتغيير حياة الإنسان بمعنى الكلمة، وقد جربت ذلك شخصياً. خامساً: الاستيقاظ مبكراً، مع تحديد مهام معينة لإكمالها خلال اليوم، والمتابعة بالورقة والقلم أو تطبيق مدى الإنجاز بصورة يومية، على أن تكون تلك المهام اليومية جزءاً من هدف أكبر يسعى الإنسان لتحقيقه. سادساً: البعد عن الندم وعدم اجترار الذكريات، بل المضي قدماً، مع الإيمان بأن هناك دائماً فرصة أخرى، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً. سادساً: العمل على إيجاد مصدر دخل إضافي، حتى لا يظل الإنسان رهيناً لمصدر دخل واحد، خصوصاً مع متطلبات الحياة التي تزداد صعوبة في كل أنحاء العالم، فالجميع في معاناة. ولكن دائماً هناك أمل، فلنستمر في العمل، وفي حسن الظن بالله.

Garad@alaagarad.com

Alaa_Garad@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر