انتبه لأمنك السيبراني

الدكتور علاء جراد

لقد أصبحت الإنترنت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بل يبدو أنه لا يمكن الحياة دونها، فهي تتيح لنا الاتصال والعمل والوصول إلى المعلومات بسلاسة، وهي العمود الفقري لكل الأنظمة التي نعتمد عليها، سواء في حجوزات الفنادق، والطيران، والرعاية الصحية، والتعليم.. الخ. ومع ذلك التطور ظهرت تحديات كبيرة تتعلق بالأمن السيبراني والخصوصية، ومع استمرار تطور التهديدات الإلكترونية واستهداف البيانات الشخصية، من الأهمية بمكان أن يكون الجميع سباقين إلى حماية أصولهم الرقمية ومعلوماتهم الشخصية، فماذا يمكن أن نقوم به كأفراد لحماية الأمن السيبراني والخصوصية بشكل فعّال؟

توجد قائمة طويلة بما يمكن القيام به، ونستعرض هنا ستة إجراءات بناءً على توصيات معظم مواقع الأمن السيبراني والإرشادات المتخصصة: أولاً: استخدم كلمات مرور قوية، فمن أبسط التدابير وأكثرها فاعلية لتعزيز الأمن السيبراني استخدام كلمات مرور قوية وفريدة من نوعها، وعدم استخدام الكلمة نفسها لأكثر من حساب، مع تجنب استخدام كلمات مرور شائعة، أو معلومات يسهل تخمينها، مثل أعياد الميلاد أو الأسماء. قم بإنشاء كلمات مرور معقدة بمزيج من الأحرف الكبيرة والصغيرة والأرقام والأحرف الخاصة. أنا شخصياً أستخدم أحياناً أسماء أدوية، أو كلمات لا علاقة لها ببعضها. ثانياً: تحديثات البرامج العادية. يقوم مطورو البرامج بإصدار تحديثات باستمرار لمعالجة الثغرات الأمنية وتحسين الأداء العام لمنتجاتهم، وبالتالي لابد من الاهتمام بتحديث نظام التشغيل والتطبيقات وبرامج مكافحة الفيروسات حتى لا تجعل أجهزتك عرضة للهجمات الإلكترونية. ثالثاً: توخي الحذر مع رسائل البريد الإلكتروني والروابط. كن حذراً عند فتح رسائل بريد إلكتروني من مرسلين غير مألوفين، خصوصاً إذا كانت تحتوي على روابط أو مرفقات، فغالباً ما ينتحل مجرمو الإنترنت صفة بنك أو جهة معروفة لخداع المستخدمين للكشف عن معلومات حساسة، كأن يطلب منك في البريد الإلكتروني النقر على رابط لتحديث البيانات أو تغيير كلمة المرور، وفي حالة الشك تحقق من شرعية البريد الإلكتروني مع المرسل المفترض من خلال وسائل بديلة مثل مكالمة هاتفية. رابعاً: اتصالات الإنترنت الآمنة. يمكن أن يؤدي استخدام شبكات «Wi-Fi» العامة إلى تعريض بياناتك الحساسة للتهديدات، وغالباً ما يستهدف المتسللون شبكات «Wi-Fi» المفتوحة لاعتراض البيانات المنقولة بين الأجهزة والمواقع الإلكترونية. للحفاظ على الخصوصية تجنب إجراء المعاملات الحساسة، مثل الخدمات المصرفية عبر الإنترنت أثناء الاتصال بشبكة «Wi-Fi» العامة. خامساً: تقييد مشاركة المعلومات الشخصية، فغالباً ما تطلب منصات التواصل الاجتماعية والخدمات عبر الإنترنت معلومات شخصية لإنشاء حسابات، ويمكن أن يجعلك الإفراط في الموافقة على مشاركة بياناتك عرضة لسرقة الهوية، فكن حذراً بشأن المعلومات التي تشاركها علناً، وقم بمراجعة إعدادات الخصوصية بانتظام على منصات التواصل الاجتماعي للحد من الوصول إلى بياناتك الشخصية. سادساً: قم بعمل نسخة احتياطية لبياناتك، حيث قد يقوم المتسللون بتشفير بياناتك ويطلبون فدية لإعادة فتحها لك، وستكون العواقب وخيمة إذا لم يكن لديك نسخ احتياطية. انسخ الملفات المهمة احتياطياً بانتظام إلى جهاز تخزين خارجي أو خدمة سحابية آمنة.

لاشك أن المخاطر المرتبطة بوجودنا الرقمي تزداد يوماً بعد يوم، ولم يعد إعطاء الأولوية للأمن السيبراني والخصوصية خياراً، بل ضرورة أساسية في هذا العالم الرقمي.

Alaa_Garad@

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر