خارج الصندوق

عقارات «الأقل من مليون درهم».. شريان القطاع العقاري

إسماعيل الحمادي

تعتبر العقارات التي يقل سعرها عن مليون درهم، من أهم المنتجات العقارية التي تشكل جزءاً كبيراً من سوق العقارات في دبي. ولطالما لعبت هذه العقارات ولاتزال تلعب إلى يومنا هذا، دوراً حاسماً في تنشيط حركة المبيعات العقارية، وتعزيز نمو السوق.

القدرة الشرائية لوحدة عقارية تراوح بين 500 ألف درهم ومليون درهم تشكل نسبة تفوق 80% من إجمالي قدرات المحافظ المالية للمستثمرين والمشترين في القطاع العقاري بدبي، ما يجعلها من أكثر العقارات جاذبية وطلباً من طرف المتعاملين، سواء كانوا مستخدمين نهائيين للوحدة بدافع محدودية الدخل، أو مستثمرين بدافع أن هذا النوع يعتبر من الاستثمارات الأقل خطورة والأكثر أماناً لهم.

هناك دوافع متعددة جعلت الطلب على العقارات التي تقل قيمتها عن مليون درهم أعلى في سوق دبي، مقارنة بالعقارات ذات الأسعار العالية، منها اختلاف الفئات المكونة للنسيج السكاني بالإمارة، وارتفاع نسبة الوافدين المقيمين بها من شباب وأسر صغيرة، إذ تبحث هذه الفئة في الغالب عن شقق صغيرة الحجم، وسكن تشاركي، بالقرب من محطات النقل العام، والذي يضمن سهولة الوصول إلى أماكن العمل، وفي الوقت نفسه لا يقتطع جزءاً كبيراً من رواتبهم المحدودة.

وهذا الدافع شجع بدوره المستثمرين على رفع معدلات استثماراتهم في هذا النوع من العقارات، التي توجه غالباً للإيجار. وبمقابل ذلك يعتبر المستثمرون أن عائدات الاستثمار في العقارات ذات الأسعار الأقل من مليون درهم في دبي أفضل بكثير مقارنة ببعض المدن العالمية الأخرى، إذ تمكنهم من الحصول على عائدات مرتفعة، إضافة إلى سهولة تمويلها وسرعة سداد قروضها من البنوك.

تعد دبي واحدة من أسرع المدن نمواً في العالم على مستوى جميع القطاعات الاقتصادية، وواحدة من أسرع المدن نمواً في بيئة العمل، وهذا ما يزيد من الطلب العالمي على العقارات بجميع أنواعها السعرية، وفي مقدمتها العقارات المنخفضة القيمة التي تلبي احتياجات مختلف فئات المجتمع الباحثة عن خيارات سكنية بأسعار معقولة، والأسر التي تحتاج إلى مساحات أقل، وترغب في العيش في مواقع مريحة ومتاحة بأسعار مناسبة.

يمتلك العديد من المستثمرين العرب والأجانب أسباباً كافية للاهتمام بهذه العقارات، ويتطلع العديد من الأشخاص للظفر بفرصة للاستثمار في عقارات بأسعار معقولة، تتيح لهم فرصة الحصول على عائدات جيدة، وهذا ما وجدوه في سوق دبي.

إلى هنا يمكن القول إن العقارات الأقل من مليون درهم هي الشريان الرئيس المغذي للقطاع العقاري، ومهما بلغت درجة التخصص في مجال العقارات الفاخرة ومناطقها، تظل مناطق العقارات ذات الأسعار المعقولة مثل «جميرا سيركل» و«دبي لاند» وغيرها تقود الطلب ونشاط القطاع.

صحيح أن بيع وحدة عقارية واحدة فاخرة يعادل بيع العشرات من الوحدات الأقل قيمتها من مليون درهم، لكن هذا لا يغير حقيقة أن هذه العقارات هي العنصر الأكثر جاذبية للمشترين والمستثمرين، خصوصاً مع تطبيق نظام تأشيرة الإقامة الطويلة الجديد الذي رفع من نسبة تملك المقيمين للعقارات من هذه الفئة بدل الإيجار، مدعومة بتخفيض قيمة شراء العقار إلى 750 ألف للحصول على الإقامة العقارية.

بأي حال، لا يمكن الاستغناء عن هذه العقارات، والعمل المستمر على تحسين جودتها يعطي المشترين جرعة أكبر من الثقة بالسوق.

@ismailalhammadi

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر