خارج الصندوق

المساحات الخضراء وجاذبية القطاع العقاري

إسماعيل الحمادي

تغطي المساحات الخضراء نحو 13% من مساحة دبي، وتضم الإمارة نحو 191 حديقة متوزعة عبر مناطقها السكنية، كما يبلغ إجمالي المساحات الخضراء في الإمارة ضمن المناطق التابعة للبلدية ما يزيد على 45 مليون متر مربع، وتهدف دبي إلى مضاعفة المساحات الخضراء والترفيهية بنسبة 105% ضمن خطة دبي الحضرية 2040.

المساحات الخضراء سر من أسرار جاذبية القطاع العقاري في دبي، وقد أسهمت بشكل كبير في تعزيز المشهد العقاري بها، ولعبت دوراً مهماً في تعزيز جودة الحياة الطبيعية في مدينة تتميز بالازدحام وكثرة ناطحات السحاب والأبراج السكنية. كما لعبت دوراً في تحسين صحة السكان والعاملين بالمدينة، حيث يمكن للأشخاص القيام بالأنشطة الرياضية والترفيهية في المساحات الخضراء، مثل المشي والجري وركوب الدراجات واستمتاع العائلات بالمناطق الخضراء والمتنزهات، ما يساعد على تعزيز التواصل والعلاقات الاجتماعية.

العقارات التي تقع بالقرب من المساحات الخضراء، أكثر جاذبية للمستثمرين والمشترين، وهنا تكمن أهمية المساحات الخضراء في رفع قيمة العقارات، وتحسين العائد الاستثماري للملاك، بفضل زيادة الإقبال على السكن، ورفع الطلب على عقارات المناطق الخضراء، علاوة على دعم قطاع السياحة.

وتعتبر دبي من المدن الرائدة عالمياً في تطوير المساحات الخضراء، ويجب أن تستمر جهود التطوير في المستقبل لجذب المزيد من السكان والمستثمرين، والالتزام بتحقيق رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز جودة الحياة لسكان المدينة وزوارها. ومن المتوقع أن تصل نسبة المساحات الخضراء في دبي إلى 25% من المساحة الإجمالية، بحلول عام 2030، اعتماداً على استخدام التقنيات الحديثة والمستدامة في تطوير هذا النوع من المساحات، باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتقنيات الري الحديثة، واستخدام نظام الحدائق العمودية، التي تعتبر من أهم التوجهات التي يجب على المطورين العقاريين تبنيها في إنجاز مشروعاتهم العقارية، كخطوة نحو تحسين نوعية المنتج العقاري، والرفع من قيمته وفق توجهات دبي المستقبلية لتصبح أفضل مدينة للعيش والعمل في العالم.

الحدائق العمودية هي الثورة العصرية في مجال البناء التي تهدف إلى تحقيق معادلة تحسين جودة الحياة للسكان بتوفير المساحات الخضراء دون استهلاك أكبر للأراضي. ومثلما تمكن المطورون من تخصيص مسابح خاصة للشقق السكنية كنوع من الفخامة على المشروعات العقارية، بإمكانهم النجاح في تخصيص مساحات خضراء لكل شقة، كما هو الحال للفلل، لتعزيز جودة السكن، ورفع مستوى جاذبية العقارات الفاخرة.

يجب إدراك أن المساحات الخضراء لها فوائد كبيرة للمدينة وسكانها، وللقطاع العقاري على وجه الخصوص، حيث تسهم في تحسين جودة الهواء، وتقليل ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، وتعزيز الحياة البرية في الإمارة، علاوة على تحسين المشهد العقاري في دبي، فقد أصبحت المساحات الخضراء من العوامل المهمة التي يبحث عنها المستثمرون والمشترون عند البحث عن عقارات سكنية في دبي وحتى العقارات التجارية، سواء في ما يتعلق بالمرافق القريبة من العقار أو في ما يتعلق بالإطلالات.

وحتى اللحظة لم تتوان المصالح المعنية بحكومة دبي في تطوير العديد من المشروعات الضخمة لتوسيع رقعة المساحات الخضراء في الإمارة، ومساعيها متواصلة في هذا المجال، من خلال مبادرات واستراتيجيات اقتصادية وتنموية متنوعة، ويلعب المطورون دوراً كبيراً في تعزيز هذا التوجه بالمستقبل.

@ismailalhammadi

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر