الذكاء العاطفي أهم من الذكاء الاصطناعي

الدكتور علاء جراد

لم يعد للناس حديث سوى عن الذكاء الاصطناعي والتشات جي بي تي، وأصبح الجميع يلهث وراء أي شيء جديد، ويبدو أن العالم أجمع لم يعد يفكر أو يتريث ليعرف ما المفيد، وهل فعلاً نحن بحاجة لكل ذلك. لقد نسينا الأساسيات والأشياء البسيطة التي لو فعلناها لأصبحنا أفضل بكثير مما نحن عليه الآن، لقد تم اختطاف البشرية حرفياً بسبب هوس التكنولوجيا، ومع الوقت بدأنا ننسى أنفسنا، ونهتم أكثر بالذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي أكثر من اهتمامنا بالإنسان، مع أن أكبر تحول يحتاجه العالم الآن هو التحول الإنساني، وأن تتم «أنسنة» العمل، المدن، الاقتصاد، القوانين.. نحن بحاجة أكثر إلى الذكاء العاطفي.

الذكاء العاطفي هو مهارة يمكن تعلمها وتطويرها، وهي تعني أن يكون الشخص على وعي كامل بمشاعره، ويمكنه التعبير عنها بطريقة لا تجرح الآخرين، كما يمكنه التفرقة بين الآراء والحقائق. وبالتالي فمن يتمتع بذكاء عاطفي عال تكن لديه القدرة على فهم ذاته وفهم ومراعاة شعور الآخرين. ولا ينحصر ذلك في العلاقات الاجتماعية فقط، بل هو جزء مهم من جميع العلاقات التجارية والأعمال.

إذن، كيف يمكن أن يعرف الإنسان إذا كان لديه ذكاء عاطفي، وإلى أي مدى؟ هناك مصادر كثيرة واختبارات نفسية لتحديد ذلك، ولكني سأسرد سبع علامات على وجود الذكاء العاطفي، وقد استقيتها من موقع Psyhc2go.net أولاً: يمكنك قراءة التعبيرات غير اللفظية أو لغة الجسد، فبالنظر إلى الشخص يمكنك من تعابير وجهه أو نبرة صوته أو حركة يديه أن تكتشف ما يدور بداخله وحالته النفسية. ثانياً: تهتم بالآخرين، فمثلاً عندما تسألهم عن أخبارهم، فأنت فعلاً تسأل لتعرف أخبارهم وتطمئن عليهم، وليس سؤال بطريقة روتينية أو آلية. ثالثاً: لديك مرونة عاطفية، فربما تفقد وظيفتك أو تصدم في شخص أو تضيع منك فرصة مهمة، ولكنك لا تتوقف كثيراً ولا تحول الموقف إلى دراما، بل تستمر في المسير والعمل ولا تفقد الأمل، بل إنك تعرف أنه ربما تأتي أمور أسوأ، لكنك تستمر بروح إيجابية. رابعاً: تعرف جيداً فرص التحسين لديك، وتملك شغفاً للتعلم، وبالتالي تنمو دائماً. أما الأشخاص الذين يعانون انخفاض ذكائهم العاطفي فيجعلون العالم يعتقد أنهم يعرفون كل شيء، ويمكنهم عمل أي شيء، وعندما يحدث خطأ ما يضعون اللوم على أي أحد أو أي ظرف. خامساً: أنت على دراية بمشاعرك، تعرف كيف تشعر، ما الذي تسبب في الشعور، وكيفية المعالجة والتعامل مع الشعور، وتوجهك مشاعرك نحو إيجاد حل بدلاً من الانغلاق على نفسك. سادساً: تتجنب الحديث السلبي للذات، فعندما لا تسير الأمور على ما يرام، فأنت قادر على الاعتراف بالخطأ واستكشاف خياراتك لحل المشكلة، ثم المضي قدماً والقيام بحلها. سابعاً: لديك سعي وإصرار على النجاح، ولديك أحلام واستراتيجية لجعل تلك الأحلام حقيقة واقعة، كما يمكنك وضع الأهداف وتحقيقها بغض النظر عن المدة التي تستغرقها، وتتعامل مع الانتكاسات وتعديل أوجه القصور. وللحديث بقية.

(أود الإشارة إلى أنني استلهمت فكرة هذا المقال من أحد طلابي وأصدقائي، وهو الأستاذ محمود الحايك، خبير الجودة والتميز).

Garad@alaagarad.com

@Alaa_Garad

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر