المخاوف الأساسية الستة

الدكتور علاء جراد

الخوف من المجهول ربما هو الشعور السائد على مستوى العالم هذه الأيام، شعوب تعيش تحت ويلات الحروب، وشعوب تعيش في خوف من الوباء المتجدد، والغالبية العظمى لديها مخاوفها الدائمة والأساسية، بغض النظر عن الوضع الاقتصادي أو السياسي. هناك ستة مخاوف أساسية، بعضها يعاني منها كل إنسان في وقت أو آخر من حياته، وقليلون جداً من لا يعانون أياً من تلك المخاوف، أنا شخصياً قابلت اثنين في حياتي كلها ممن لا يعانون أياً من تلك المخاوف الستة، وتلك المخاوف هي الخوف من الفقر، الخوف من النقد، الخوف من المرض، الخوف من فقدان حب شخص ما، الخوف من الكبر (العجز) وأخيراً الخوف من الموت. وبالطبع هناك مخاوف أخرى كالخوف من الرسوب أو الخوف من الفشل في العمل وغيرها، ولكن جميع المخاوف الأخرى ذات أهمية ثانوية، ويمكن تصنيفها تحت المخاوف الستة الأساسية والتي صاغها «نابليون هيل» في كتابه الأشهر Think and Grow Rich أو «فكّر وازدد ثراء».

إن الخوف ما هو إلا حالة ذهنية نعيشها، ولكن الحالة الذهنية تخضع لسيطرة الفرد ويمكن توجيهها والتغلب عليها، أي أن الإنسان يمكنه بالفعل تعلم التغلب على مخاوفه أياً كان نوعها، بمعنى أنه يمكن تدريب العقل على عدم الخوف أو على الأقل السيطرة عليه، ثم التعود، ومن ثم السيطرة الكاملة على النفس، وحتى لو حدث ما نخافه، فالتعامل يكون بطريقة عملية وسلسة، فعلى سبيل المثال يبدو أن الأطباء أقل عرضة لهجوم المرض عن غيرهم من الناس العاديين، لأن الأطباء لا يخشون المرض بالقدر الذي يخشاه غير الأطباء، لدرجة أنهم يتواصلون جسدياً يومياً مع مئات الأشخاص الذين كانوا يعانون من أمراض معدية مثل الجدري دون أن يصابوا بالعدوى. كما أنهم يتعاملون مع المرض بطريقة عملية جداً.

إن كل إنسان لديه القدرة على التحكم الكامل في عقله، ومن خلال هذا التحكم يمكن للإنسان اتخاذ قرارات بسهولة والتحكم في المشاعر كالحب والتسامح وعدم الانفعال. لقد منح الله عز وجل الإنسان سيطرة مطلقة على فكره وعلى قراراته، وطالما يمكن للإنسان تخيل شيء ما في ذهنه فلديه القدرة على تحقيق ذلك الشيء، مثل مئات الآلاف من قصص النجاح التي تخيل فيها الأشخاص أنهم في منصب معين أو حققوا نجاح في مجال من المجالات وقد حققوه بالفعل، لدينا «نيلسون مانديلا» والذي تغلب على خوفه من المستعمر ونجح في توحيد جنوب إفريقيا وتخليصها من التمييز العنصري، ولدينا «بيل جيتس» و«ستيف جوبز» وغيرهم.

لقد قرأت منذ أعوام عدة دراسة مفادها أن 6% فقط من مخاوف الإنسان تحدث وبالتالي فإن 94% من الأشياء التي نخشى حدوثها لا تحدث أبداً. من المهم أن نظل على تفاؤل مقرون بالعمل الجاد والدؤوب دون إضاعة الوقت فيما لا يفيد، ومن المهم البعد عن الأشخاص السلبيين «السّامّين» الذين لا يأتي من ورائهم سوى التشاؤم والكآبة. وأخيراً علينا تذكر قول المولى عز وجل:

[الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ] - 268 سورة البقرة.

Alaa_Garad@

Garad@alaagarad.com 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.  

تويتر