الرياضة ثم الرياضة

محمد سالم آل علي

يعد إنقاص الوزن والحفاظ على جسم رشيق من أكثر المطالب شيوعاً هذه الأيام، لاسيما أن زيادة الوزن والسمنة ترتبطان بشكل وثيق بالعديد من المشكلات الصحية الخطرة، كأمراض القلب، والسكتات الدماغية، والسكري، والأمراض الهضمية، والتهاب المفاصل، وانقطاع التنفس أثناء النوم، إضافة إلى ازدياد خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، وغيره الكثير من الأمراض الخطرة.

بالطبع لا يخفى على أحد أن زيادة الوزن يسببها النظام الغذائي الخاطئ، إلى جانب نمط الحياة الكسول الذي يتسم بقلة الحركة، وقد تأتي كذلك نتيجة للعوامل الوراثية، أو كآثار جانبية لبعض العقاقير الطبية، إلا أن المشكلة الحقيقية التي يعاني منها معظم الناس هي كيفية فقدان هذا الوزن الزائد، والتخلص منه بأسرع ما يمكن.

قطعاً إنه ليس بالأمر السهل، وهو يتطلب الكثير من العمل الجاد، والالتزام على مر السنين والأيام، فمن أجل إنقاص الوزن بنجاح لابد من إجراء تغييرات دائمة في العادات وأنماط الحياة، ولعل أهمها تناول الطعام الصحي، وممارسة الأنشطة البدنية اليومية، كالركض والمشي اللذين يعدان الأكثر إسهاماً في نجاح هذا المسعى، حيث إنهما، وفقاً لخبراء الصحة، يوفران فوائد صحية كبيرة من حيث تحسين صحة القلب والدورة الدموية، وتقوية العضلات، وتعزيز المناعة، ولا شك أن المقصود بالمشي هنا هو المشي السريع بطريقة نشطة وفعالة، حيث يمكن أن يساعد هذا النوع من المشي في حرق السعرات الحرارية، وتعزيز قدرة التحمل، إضافة إلى فوائده الكبيرة بالنسبة للقلب، لأن معدل ضربات القلب فيه لا يزيد كثيراً على مستوياته الطبيعية، وكذلك الأمر بالنسبة للتنفس وحركة المفاصل والعضلات التي لا يتم إجهادها بشكل كبير، كما أن الأشخاص الذين يميلون إلى رياضة المشي، وإن كانوا يفقدون الوزن بشكل بطيء، لكنهم يحافظون على الوزن الذي فقدوه من أجسامهم بشكل دائم.

من ناحية أخرى، يأتي الركض كشكل من أشكال التمارين متوسطة وعالية الشدة، لأن له تأثيرات أكبر على جميع أنحاء الجسم، بدءاً بالقلب والرئتين، ووصولاً إلى العضلات والمفاصل، فهو يحرق المزيد من السعرات الحرارية في مدة المشي نفسها، ويمكّن ممارسيه من الوصول إلى الوزن المطلوب بأسرع وقت، إلا أنه لا يناسب جميع الأعمار، وقد ينطوي على بعض الأخطار بالنسبة لأصحاب بعض المشكلات الصحية، كما أن ممارسته تتخللها معدلات إصابة أكبر بكثير إذا ما قورن بالمشي.

وبالطبع، لا يغيب عن الذهن هنا أن مفتاح النجاح مع أي نشاط بدني هو جعله ممتعاً، لأنه كلما كان أكثر متعة، زادت احتمالية الالتزام به والمواظبة عليه، وهذا يبدأ باختيار الأوقات المناسبة للرياضة، ومراقبة الطقس ودرجات الحرارة، ومراعاة الفاصل الزمني بعد الوجبات الغذائية، واختيار الأحذية المناسبة والألبسة المريحة، والتحمية والتدرج بالسرعات والمسافات المقطوعة، واتباع الطرائق الصحية في المشي أو الركض، وتنويع المسارات، واجتياز الطرق والدروب الجديدة، وأيضاً الاستماع لبعض الموسيقى التي أثبتت أنها تساعد المتمرنين على قضاء أوقات أطول وتمارين أصعب، ولا ننسى أخيراً أهمية المشاركة الاجتماعية للنشاط مع الأصدقاء والعائلة، حتى تعم الفائدة على الجميع.

خلاصة القول هي أن المشي والركض كليهما أسلوبان مثاليان لحياة صحية ولائقة، خصوصاً مع وجود نظام غذائي صحي يدعمهما ويحافظ على فوائدهما، واللافت هو أنه لكل منهما مزاياه التي قد يفضلها البعض ويراها أكثر ملاءمة له، لذا فسارعوا إلى اختيار ما يناسبكم وانطلقوا من الساعة!

• بالطبع لا يخفى على أحد أن زيادة الوزن يسببها النظام الغذائي الخاطئ، إلى جانب نمط الحياة الكسول.

مؤسس «سهيل للحلول الذكية»

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.  

تويتر