٥ دقائق

ماذا نفعل لإيقاف التغيّر المناخي (2)

الدكتور علاء جراد

نستكمل اليوم استعراض أهم الخطوات والممارسات التي يمكن القيام بها من قبل الأفراد من أجل المساهمة في إيقاف التغير المناخي، والخطوة الخامسة هي الحفاظ على المساحات الخضراء وعدم قطع الأشجار، حيث إنها تمتص ثاني أكسيد الكربون وتقلل من عملية التلوث، وإذا كان في إمكاننا زراعة مزيد من الأشجار، وإن لم يكن فعلى الأقل زراعة بعض النباتات في نطاق سكننا، أو فوق أسطح المنازل او الشرفات، ففعل بسيط مثل هذا له تأثير كبير، وهناك منظمات في الدول الأوروبية تساعد الناس في زراعة الأشجار، مثل منظمة Woodland، وفي بعض الدول العربية تساعد البلديات والمجالس المحلية في مد الجمهور بشتلات ونباتات بالمجان.

سادساً: مناقشة هذه القضية ونشر الممارسات التي نقوم بها ولو بسيطة، وقد أطلقت الأمم المتحدة موقعاً إلكترونياً وتطبيقاً عملياً جداً https://www.un.org/en/actnow يحتويان على معلومات مهمة وعملية، وهناك أكثر من سبعة ملايين مشترك حتى الآن يسجل كل منهم ما قام به، مثل المشي أو استخدام المواصلات العامة بدلاً من ركوب السيارة.

سابعاً: عدم إهدار الطعام، وطهي وتناول القدر اللازم فقط، وما زاد عن ذلك يمكن التبرع به لمن يحتاجه، وقد ظهرت مبادرات كثيرة في الآونة الاخيرة لحفظ النعمة وعدم إهدار الطعام، وهنا في المنطقة التي أسكن بها في اسكتلندا قام بعض الشباب بعمل تطبيق يمكن من خلاله أن تعلن عن وجود وجبة زائدة لديك، أو حتى أي صنف غذائي ولو كيساً من الخبز، وسيأتي متطوعون لاستلامه فوراً، ويتم إيصاله لمن يستحقه أو لبنوك الطعام المنتشرة، وأتمنى لو يتم تطبيق هذه الفكرة في كل حي وقرية ومدينة في عالمنا العربي، لأن مثل هذا التصرف ليس فقط من أجل التغير المناخي ولكن حثنا ديننا على ذلك وعلى عدم الإسراف في الطعام، ولا يجوز أن نهدر الطعام ولدينا جيران بحاجة إليه.

ثامناً: لمن يستطيع التحول إلى السيارات الكهربائية بدلاً من السيارات التي تعمل بالوقود، فسيسهم ذلك إسهاماً كبيراً في تحسين جودة البيئة، وهنا تلعب السياسات والإدارات الحكومية دوراً كبيراً، حيث يتم تشجيع ملاك السيارات الكهربائية من خلال الحصول على تسهيلات ضريبية وكذلك بنكية. تاسعاً: اتباع مبادئ الاقتصاد الدائري أو مفهوم المينامليزم، وهو مبني على أربعة محاور «التقليل، التدوير، إعادة الاستخدام والإصلاح»، أي إصلاح الأجهزة أو المقتنيات بدلاً من شراء جديد، وإعادة استخدام الأكياس مثلاً والزجاجات، بل وشراء مقتنيات مستعملة، وهذا يحتاج لتغيير في الثقافة، حيث يعتبره البعض عيباً، والتأكد من شراء أصناف يمكن تدويرها وكذلك التخلص منها في الأماكن المخصصة.

عاشراً: شراء منتجات محلية بقدر الإمكان حتى لو كانت الجودة أقل بعض الشيء، وليس فقط محلية على مستوى الدولة، بل محلية على مستوى المدينة أو القرية، حيث إن المنتجات المحلية لا تحتاج إلى الشحن، وبالتالي فالبصمة الكربونية أقل بكثير، وفي الوقت نفسه تشجيع المنتجات المحلية له أثر كبير على الاقتصاد من الجوانب كافة، ويؤسفني أن أرى البعض يتفاخر ويتباهى بأنه لا يشتري إلا المنتجات المستوردة.

تشجيع المنتجات المحلية له أثر كبير على الاقتصاد من الجوانب كافة.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com 

 

 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.  

تويتر