5 دقائق
صافي الانبعاثات الصفري
نلاحظ هذه الأيام الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة على مستوى العالم، ويتزايد ذلك الارتفاع عاماً بعد عام، وسيكون الوضع مأساوياً إذا لم يتم التعامل بجدية مع مسببات هذا التغير المناخي الضخم، وبما أن هناك حلاً لكل مشكلة، فقد عكفت دول العالم وبخاصة الدول الصناعية المتسببة في هذا التغير المناخي على إيجاد حلول جذرية. في السابق لم نكن في المنطقة العربية مهتمين كثيراً بالموضوع، ولكن في السنوات الأخيرة بدأ الوعي يتنامى في فهم أبعاد المشكلة وتأثيراتها علينا، وعلى الرغم من أن المشكلة تحدث في دول مثل: الصين، الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الهند، البرازيل، إندونيسيا، إيران؛ فإن المشكلة تؤثر على أرجاء المعمورة كافة، فما هو الحل؟ وما دورنا كأفراد وكمؤسسات وحكومات تجاه تلك المعضلة؟
لقد أسست الأمم المتحدة مؤتمر الأطراف للتباحث وإيجاد حلول، وتم عقد اتفاقات وبروتوكلات عدة، أهمها اتفاقية باريس، وعلى الرغم من تشعب الموضوع وتعقيده فإن القضية الأهم الآن هي معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، وهي ارتفاع في معدّل درجة حرارة الهواء الجوّي الموجود في الطبقة السفلى من سطح الأرض، وذلك خلال القرن أو القرنين الماضيين، وتحدث هذه الظاهرة عند حبس أو احتباس حرارة الشمس في الغلاف الجوي للأرض بعد دخولها إليه، ما يرفع درجة حرارة الأرض ويجعلها أكثر دفئاً، ويتم ذلك من خلال امتصاص غازات الغلاف الجوي كثاني أكسيد الكربون لطاقة الشمس وحبسها بالقرب من الأرض، ما يسهم في ارتفاع حرارة الأرض، كما تأتي هذه الانبعاثات من أي شيء يعمل بالوقود الأحفوري، بما في ذلك قيادة السيارات التي تعمل بالبنزين والطيران والتدفئة وإضاءة المباني بالطاقة المولدة من الفحم أو الغاز الطبيعي أو النفط، وكذلك من صناعة الطاقة والانبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات. وتعتبر الغازات الرئيسة المتسببة في تلك المشكلة بخار الماء، وغاز الميثان، والأوزون، وأكسيد النيتروس، وتعتبر المسببات السابقة من جراء التدخل البشري، ولكن هناك عوامل أخرى طبيعية مثل البراكين وتغير النشاط المغناطيسي للشمس وذوبان الجليد وحرائق الغابات.
وبخلاف الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة، فإن هناك آثاراً أخرى مثل زيادة حموضة المحيطات، بل إن هناك تأثيرات مباشرة على الإنسان، منها زيادة معدلات التهاب حصى الكلى الناتج عن الجفاف، وكذلك هلاك العديد من النباتات والحيوانات، والتغير في النظام البيئي البيولوجي، حيث إنه من المتوقع اختفاء ثلث الحيوانات على الأرض، ونصف النباتات بحلول عام 2080. والحل الناجع هو الوصول إلى «صفر» من الانبعاثات، ومن هنا جاء مصطح Net-Zero، وحتى يتم الوصول الى صافي انبعاثات صفري لابد من خفض مستويات ثاني أكسيد الكربون، وتحسين كفاءة وسائل النقل والمواصلات، والاستغناء عن الكهرباء الناتجة عن استخدام الوقود الأحفوري، واستخدام الطاقة النووية، وتحديث مصادر الطاقة المتجددة، والحفاظ على الغابات وعدم قطع الأشجار، واستخدام أساليب صديقة للبيئة في الزراعة والتوسع فيها، وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة. وللحديث بقية حول دور الأفراد في هذه الجهود. من المتوقع اختفاء ثلث الحيوانات على الأرض ونصف النباتات بحلول عام 2080.
@Alaa_Garad
Garad@alaagarad.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.