5 دقائق

كيف تحوّل ملاحظاتك إلى ثروة؟

الدكتور علاء جراد

لا شك أن أغلبنا يدوّن الملاحظات، سواء أثناء العمل أو القراءة أو حتى من أجل التسوق، والطلاب يحتاجون بشدة لتدوين الملاحظات أثناء المذاكرة، بل إننا إن لم نسجل الأشياء التي نرغب في القيام بها في الوقت والتاريخ المحددين فسننساها.

للأسف في معظم الأحيان ننسى حتى الأفكار التي دوناها، وقد تضيع من دون هيكل تنظيمي مناسب، ويمكن أن تتحول الملاحظات إلى فوضى، وبسبب الكم الهائل من الملاحظات، فإن الفرز والتنظيم لملاحظاتك هو الطريقة الوحيدة لإبقائها قابلة للاستخدام.

لكن المشكلة في تدوين الملاحظات أننا لا نستفيد منها، بل قد تتوه منا، وأحياناً نقرأها بعد فترة ولا نتذكر جيداً السياق الذي كتبناها فيه، أو لماذا دوناها، وأغلبنا يدونها بطريقة بدائية جداً، على الرغم من أن تلك الملاحظات قد تكون لبنات بناء لإنجاز كبير، مثل تأليف كتاب، أو فكرة مشروع مهم، أو حتى اختراع ما.

لذلك من المفيد جداً إعطاء عناية كبيرة لتدوين الملاحظات، والاحتفاظ بها في مكان يسهل الوصول إليه، سواء من خلال أحد تطبيقات الموبايل، أو على الكمبيوتر، أو حتى باستخدام القلم والدفتر التقليدي لتدوينها. وقد وجدت أثناء قراءاتي طريقة رائعة ومنظمة جداً لتدوين الملاحظات بطريقة منهجية ومنظمة، اخترعها عالم الاجتماع الألماني نيكلاس لومان Niklas Luhmann، وهي طريقة «قسائم الملاحظات» أو Zettelkasten، حيث ساعدت تلك الطريقة نيكلاس في أن يكون منتجاً للغاية في حياته المهنية، حيث كتب 70 كتاباً، وأكثر من 400 مقال علمي!

كباحث، كان نيكلاس يقرأ ويتعلم باستمرار من أجل الاستفادة بمعارفه الحالية، حيث ركّز على فهم المعلومات التي كان يقرأها، ثم يقيم روابط بين تلك المعلومات والملاحظات المدونة، واستخدم لذلك نظاماً ورقياً لتصنيف المعلومات التي قرأها وجمعها.

إن طريقة «زيتلكاستين» تعمل على تعميم إدارة المعرفة الشخصية من خلال تجميع الكم الهائل من البيانات التي يتم إنتاجها يومياً، واستخلاص المفيد منها، وربطه مع بقية البيانات، لكن اليوم يمكن استخدام برامج متخصصة لهذا الغرض.

طريقة Zettelkasten هي عملية استراتيجية شخصية للتفكير والكتابة، باعتبارها واحدة من أكثر طرق إدارة المعرفة فاعلية، ويمكن وصفها بأنها أفضل نظام يساعدك على تنظيم معرفتك أثناء العمل أو الدراسة أو البحث، حيث يتم استخدام ما يشبه الخرائط الذهنية للربط بين مختلف الملاحظات، وتصنيفها إلى أربعة أنواع، هي: ملاحظات المحتوى، الملاحظات المرجعية، الملاحظات الدائمة، والملاحظات العابرة.

ما يجعل هذه الطريقة فعالة هو أنها لا تساعدك فقط على تخزين وتنظيم المعرفة، بل أيضاً تحسن الذاكرة والاحتفاظ بالمعرفة، حيث يعمل الربط بين الملاحظات والمعارف المختلفة على زيادة قدرتنا الذاتية في استحداث روابط جديدة بين الأفكار، وبالتالي زيادة معرفتنا ومخرجاتنا. إن طريقة Zettelkasten هي نظام متكامل للتعامل مع المعرفة في حياتك، وتساعد بدرجة كبيرة في مجال الكتابة وإدارة المعرفة، والاستفادة المثلى من المعارف المكتسبة. يمكن الاطلاع على تفاصيل الطريقة من خلال البحث على الإنترنت، حيث يوجد شرح بالرسومات والنماذج التوضيحية.

• من المفيد جداً إعطاء عناية كبيرة لتدوين الملاحظات والاحتفاظ بها في مكان يسهل الوصول إليه.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر