رأي رياضي
من هنا نبدأ
في السنوات الأخيرة بدأت آسيا تبحث عن مكانة لها في الساحة الكروية العالمية، عبر تطوير اللعبة من خلال إنشاء الأكاديميات، وتطوير العمل في قطاع الناشئين، إلا أن هذه الخطوة مازالت متباينة بين منطقتي الشرق والغرب.
وقد كشفت النسخ الماضية في نهائيات كأس العالم وكأس آسيا حجم الفروق الكبيرة التي صنعتها أكاديميات كرة القدم في القارة الصفراء على مستوى المنتخبات الوطنية، خصوصاً بين منطقتي الشرق والغرب، فالدول التي اهتمت بإنشاء الأكاديميات، وصقل المواهب، بدأت تشهد نقلة نوعية في نتائجها في البطولات القارية والعالمية، وأصبحت آسيا وجهة مفضلة لأكبر الأندية في العالم، للاستثمار في فتح الأكاديميات، مثل برشلونة وريال مدريد ويوفنتوس، وغيرها من الأندية الأوروبية. وتعد اليابان تجربة فريدة من نوعها في آسيا على صعيد الاهتمام بتكوين اللاعبين، حيث رسمت لنفسها نموذجاً جيداً للارتقاء باللعبة، وأصبحت من أقوى الدول الآسيوية، وبات دوريها المحلي من أكثر الدوريات في القارة الصفراء تصديراً للاعبين إلى أوروبا، بعد أن وضعت خطة طويلة المدى للنهوض باللعبة في المدارس، وتقدم الأكاديمية برامج التدريب والتعليم الموجهة، التي تتناسب مع الفئات العمرية ابتداءً من خمس سنوات إلى سن 21، حيث تم اختيار هيئة استشارية في مجالات مهنية مختلفة لتقديم الاستشارة للأكاديميات والأندية اليابانية، التي تتوافر لديها المعايير المحددة، والتي يعتمدها الدوري الياباني مراكز للتطوير والتدريب.
العكس تماماً في غرب القارة الصفراء، حيث لا يمكن الحديث عن احتراف وتطوير مستوى كرة القدم الخليجية دون تحديد وقياس مدى نجاح مشروعات النهوض بالمواهب الصغيرة والأكاديميات في الأندية بدول المنطقة.
ويثبت واقع الحال أن تلك الأكاديميات، مروراً بقطاعات الناشئين والمراحل السنية بالأندية الخليجية، باتت أرضاً عقيمة، وأن العمل في الأكاديميات كأنه محاولة للزراعة في الصحراء دون وجود ماء، فهي أكاديميات لا تنتج موهبة كاملة، تم تشكيلها على مدار سنوات من العمل الصحيح، كما يحدث في الدول التي سبقتنا بسنوات في الاحتراف، رغم أنها كانت في الماضي تتذيل الترتيب القاري والعالمي. لا خلاف على أن الناشئين هم المعين المتجدد للفرق الأولى، وللمواهب بمختلف المنتخبات الوطنية، بينما يقول الواقع الحالي إن مواهب دورياتنا تعاني غياب التخطيط والإعداد الصحيح، وزاد من فداحة الأزمة غياب الرؤية الواضحة لأنديتنا، رغم وفرة الإمكانات، وهو ما حال دون تواصل الأجيال، فغابت أنديتنا ومنتخباتنا عن منصات التتويج القارية، كما أن إدارات الأندية لا تقدم من ميزانياتها سوى 6% في أفضل الأحوال لدعم الأكاديمية، بينما يتم التهام 94% من الميزانية من خلال لاعبي الفرق الأولى وأجهزتهم الفنية.
فإذا كان المنتج في الأكاديميات جيداً، فتأكد أن المنتخب سيكون جيداً.
إذا كان المنتج في الأكاديميات جيداً فتأكد أن المنتخب سيكون جيداً.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.