5 دقائق

3 طرق لتحسين الأداء

الدكتور علاء جراد

مهما استثمرت المؤسسات في التكنولوجيا أو أنظمة العمل أو المرافق والأجهزة، وأياً كانت رؤيتها ورسالتها، فلن تحدث الفارق الجوهري ولن تحقق ما تصبو إليه دون إشراك العاملين كافة، وجعلهم يتبنون رؤية ورسالة المؤسسة وأهدافها الاستراتيجية وجعلها بمثابة أهدافهم الشخصية.

وحتى تتحوّل المؤسسات لمؤسسات مدفوعة بالتعلم فلابد لها من تهيئة البيئة والثقافة المؤسسية لتُشكل نظاماً متكاملاً (إيكو سيستم) قائماً على التعلم والاستفادة من الخبرات الداخلية والخارجية، ويؤدي إلمام الموظفين بسياق عمل المؤسسة إلى تحسين ابتكار الموظفين وولائهم وأدائهم، وبالتالي تعظيم الاستفادة من التعلم المؤسسي وربطه بمؤشرات الفعالية المؤسسية، بما في ذلك مشاركة الموظفين وتمكينهم ورضاهم.

ويوجد الكثير من الأدلة التي تؤكد أن مشاركة الموظفين وتمكينهم تتربع على رأس عوامل النجاح الحيوية لأي مؤسسة وللأداء المؤسسي الناجح. وفي ما يلي أمثلة عملية لكيفية التطبيق.

أولاً: التدبر: توقف كل يوم وفكر لمدة 15 دقيقة، بحيث تعزّز ممارسة التعلم الذاتي عن طريق استثمار هذه الدقائق من وقتك في نهاية كل يوم للتوقف والتفكير. وعلى الرغم من أن البعض قد يرى هذه الممارسة غير مهمة ولكن على العكس تماماً، حيث تؤدي المواظبة على التفكر إلى تحسينات في الإنتاجية.

إذا كنت مديراً فاطلب من موظفيك تجربة هذه الممارسة معك لمدة أسبوع واستخلاص المحصلة، ومدى تأثير تلك الممارسة على الأداء والإنتاجية.

وللاستفادة القصوى يمكن في كل مرة محاولة الإجابة عن ثلاثة أسئلة، هي: ما الأشياء التي يجب أن أتوقف عن فعلها؟ ما الأشياء التي يجب أن أستمر في فعلها؟ وما الأشياء التي يجب أن أبدأ في فعلها؟

ثانياً النقاش المبني على البيانات والأدلة: حسِّن ثقافة التعلم لديك ولدى فريق عملك من خلال عقد اجتماع مدته ساعة في نهاية كل شهر للنظر في بيانات ومؤشرات أداء العمل والمشروعات القائمة، والسؤال: أين نحن؟ ما الذي يمكننا تغييره؟ ماذا علينا أن نستمر في عمله؟ ولتعظيم الاستفادة من هذه الاجتماعات، تأكد من توافقها مع المواعيد النهائية لتسليم المهام المتفق على إنجازها.

ثالثاً: التقييم الذاتي والتخطيط للعمل: إذا كنت ترغب في مساعدة فريقك على تقييم ممارسات العمل والتعلم الحالية وما الذي ترغب في تغييره، فقم بتنفيذ عملية التقييم الذاتي للمواءمة بين طرق العمل ومعايير الأداء من جهة، ورؤية ورسالة المؤسسة من جهة أخرى. ولنتذكر دائماً أن تطبيق أساليب التعلم المؤسسي لزيادة الفعالية المؤسسية وتحسين الإنتاجية يعني أننا بحاجة إلى أن نكون مستعدين للاستثمار الحقيقي في التعلم وتبني فلسفته وممارساته وسوف يؤتي ثماره بلا شك.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 


مشاركة الموظفين وتمكينهم تتربع على رأس عوامل النجاح الحيوية لأي مؤسسة وللأداء المؤسسي الناجح.

تويتر