خارج الصندوق

«دبي ريست»

إسماعيل الحمادي

في مبادرة جديدة، استحدثت دائرة الأراضي والأملاك في دبي، خدمة اختيارية تضمن تواصل الوسطاء مع ملّاك العقارات، في حالة اشتراكهم بخدمة «القائمة الخضراء» Green list المتوافرة عبر التطبيق الذكي «دبي ريست».

وتهدف الدائرة من خلال هذه الخدمة إلى تسهيل وصول ملاك العقارات إلى الوسطاء والمسوّقين، بهدف تأجير وبيع عقاراتهم، وتقليل المكالمات غير المرغوب فيها.

المبادرة جميلة جداً، وخطوة سباقة لإضفاء مزيد من الشفافية والتنظيم على القطاع العقاري، فعبر هذه الخدمة سيتم تحديد القائمة التي يُسمح بها للوسيط، أو موظف التسويق الاتصال بهم، بناء على طلبهم دون أن يتذمّر المتعامل من تلك المكالمة، وعرض خدماتهم عليهم، لا سيما أنها تلزم الوسيط بالاتصال بالمسجلين بالقائمة فقط، ما يمنح الملاك مزيداً من الخصوصية، تحميهم من المكالمات المزعجة وتبادل بياناتهم الخاصة.

مبدئياً، هذه القائمة متاحة لملّاك العقارات الذين يرغبون في تأجير أو بيع عقاراتهم لتسهيل تواصل الوسطاء بهم، وتسهيل ممارسة عملهم نظامياً ضمن قائمة محددة، فهل ستشمل في المستقبل جميع طبقات المتعاملين الذين يبحثون عن عقارات في دبي؟ وهل سنشهد خدمة أخرى خاصة بالباحثين عن العقارات في دبي؟ وهل ستسهم هذه الخدمة وغيرها في زيادة الوعي بتطبيق «دبي ريست» الذي لايزال يفتقر للانتشار حتى الآن؟

إذا كان الجواب بنعم، فإنها خدمة لم تصل إليها أرقى الأسواق العقارية في العالم، كونها ستحدد بوضوح الأشخاص الذين يبحثون عن عقارات للشراء في دبي، ما يختزل الوقت والجهد والمال على الوسطاء والشركات العقارية في عمليات التسويق لاستهداف المشترين المحتملين. وهنا تكمن نقطة الفصل، وهي أن هذه الخدمة ستحدد بدقة قائمة المتعاملين المهتمّين، على ضوء تسجيلهم في القائمة.

كما أن من شأن هذه الخدمة إذا ما تم تطويرها على النحو الذي يخدم القطاع العقاري، أن تحارب ظاهرة بيع بيانات المتعاملين من مختلف الشركات والتي انتشرت في السوق خلال الفترات الأخيرة، وحماية خصوصيات جميع الفئات المكونة للمجتمع، كما أنها ستجعل من تطبيق «دبي ريست» قبلة لكل من يبحث عن عقار في دبي.

ولكي نصل إلى هذا الهدف، فإنه يجب الاستمرار ومواصلة التطوير، من خلال تحديث بيانات المسجلين بها تلقائياً وبشكل دوري، ومنح المتعاملين حرية سحب معلوماتهم وأرقامهم من القائمة في حال شرائهم لعقار، وعدم رغبتهم في تلقي مزيد من المكالمات، وأن يتم تحديد فئة المشترين الفعليين عبر هذه الخدمة، وتقسيمهم إلى قوائم متخصصة بحسب نوع العقار الذي يبحثون عنه، والمواقع التي يرغبون فيها، حتى يتم تسهيل الأمر أكثر على الوسطاء والمسوقين في استهداف الشريحة الملائمة لمنتجاتهم.

وبهذا نكون أسسنا قاعدة بيانات قوية وواضحة للجميع، مستقاة من مصادر موثوقة، وفي الوقت ذاته، تسهم في تعزيز ثقة المتعاملين بالوسطاء والمسوقين الذين يتصلون بهم، وبتطبيق «دبي ريست» المظلوم الذي لم يحقق بعد ذلك المستوى المتوقع من الانتشار كما كان متوقعاً له منذ إطلاقه عام 2018. باختصار نبحث عن خدمات متطورة لتحفيز استخدام نظام «دبي ريست»، وليس فقط مجرد خدمة وتطبيق.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر