كـل يــوم

ارتياح واضح من الإجراء الجديد..

سامي الريامي

خطوة لابد منها، المحافظة على الناس في بيوتهم 24 ساعة لمدة أسبوعين، خطوة طبّقتها دبي ولاقت ارتياحاً كبيراً، وقبولاً واسعاً من معظم أفراد المجتمع، لِمَ لا، فهم مدركون لما يحدث، ومطّلعون على مخاطر انتشار فيروس «كورونا»، يسمعون عنه، ويقرأون عنه، ويشاهدون ما فعله بجميع دول العالم.

من الواضح جداً، منذ الساعات الأولى وحتى الساعات الأخيرة من يوم أمس، تقبّل الإجراء الجديد من أغلب أفراد المجتمع، رأينا ذلك في التزامهم، في خلو الشوارع من السيارات، في ردود أفعالهم وكلماتهم المؤيدة، بل إن معظمهم، وليس هذا سراً، كانوا يتمنون لو بدأ هذا الإجراء قبل شهر من الآن، لم يكن لديهم مانع من اتخاذ هذا الإجراء، ولا مانع لديهم اليوم، فهم على علم وثقة بأن حكومتنا تبذل جهودها الضخمة من أجل صحتهم وسلامتهم، وها هم يقفون اليوم في جانب دعم هذه الجهود بالالتزام.

تجربة جديدة، بل هو تحدٍّ جديد، تخوضه السلطات والجهات المعنية، في الدولة عموماً، ودبي خصوصاً، لكنها حتماً ستنجح في التطبيق بفضل تضافر الجهود وتعاون الجميع، وحرص كل إنسان على هذه الأرض على المحافظة على نفسه وأهله وبيئته المحيطة، بالتأكيد هناك بعض العقبات، وبعض الصعوبات، لكنها ستتلاشى مع ثبوت التجربة، والتزام الناس بنسبة كبيرة بالإجراءات والقرارات والتعليمات كافة.

تجربة صعبة علينا جميعاً، أفراداً ومؤسسات وجهات، والمخرج الوحيد منها هو التعاون والتعاضد، لا بديل عن ذلك، نحن من جهتنا كأفراد مجتمع مطلوب منا اليوم الالتزام التام بالإجراءات التي تقوم بها الدولة، لا أكثر من ذلك، فعدم الالتزام يربك الجهود الحكومية، ويطيل من أمد هذه الفترة العصيبة، ويزيد الضغط والتحديات على النظام الصحي، وهنا تحديداً تكمن خطورة فيروس «كورونا»، انتشاره الواسع يؤدي إلى انهيار المنظومة الطبية، وهذا ما تسبّب في كوارث إنسانية في عديد من دول العالم، وهو ما تسعى الحكومة جاهدة لتجنبه وتلافيه هنا!

مثل هذا الإجراء شيء غير معتاد، هذا صحيح، لكن هناك من يعيش أوضاعاً أسوأ من ذلك بكثير في العديد دول العالم، فنحن هنا ليس مطلوباً منا إلا أن نجلس في بيوتنا، لا تنقصنا الأساسيات، وحتى الكماليات أحياناً، فالحكومة تكفلت بتوفير المواد الغذائية الضرورية، وبكميات تكفي الجميع، كما أنها لم تمنع أحداً من الخروج بغرض التزود بالحاجات الضرورية، والجمعيات ومحال بيع المواد الغذائية موجودة في كل منطقة، لا نعاني نقصاً في ذلك، نعمل من بيوتنا، وأطفالنا يتعلمون بين آبائهم وأمهاتهم، وجميع الجهات تسعى للتسهيل على الموظفين وأفراد المجتمع، لذا كانت نسبة الالتزام عالية جداً، ونسبة التذمر قليلة جداً، وهذا دليل وعي ومسؤولية معظم أفراد المجتمع.

إنها مسؤولية مجتمعية على الجميع، كل فرد اليوم مسؤول عن مساندة ودعم الجهود الحكومية، مسؤول عن حماية نفسه، ووقاية غيره، الالتزام التام بالتعليمات يؤدي الغرض ويفي بالمطلوب، حتى نحاصر هذا الفيروس الخطير، وننتصر عليه في هذه المعركة الشرسة، لن نصل إلى ذلك إلا بالتعاون التام، والانصياع الكامل وراء كل قرار وإجراء احترازي ووقائي تقوم به الدولة، وهذا هو المطلوب من كل فرد في هذه الظروف الصعبة.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر