ملح وسكر

«الزائر» غير المرغوب فيه

يوسف الأحمد

توقف النشاط الرياضي فرضته الظروف الراهنة المتعلقة بالمستجدات الخطيرة لفيروس كورونا، الذي تحول إلى بعبع مخيف شل أركان الحياة في أماكن ومواقع مختلفة من العالم. ولعل القرار جاء لمواكبة الإجراءات الوقائية والتدابير الاحتياطية التي اتخذتها الدولة في سبيل المحافظة على حياة الناس ودرء الخطر عنهم، ناهيك بأن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) أمر بإيقاف جميع الأنشطة الكروية في جميع الدول، مستنداً إلى الحالات التي تفشت وتم رصدها عند عدد من اللاعبين والأندية في دوريات وبطولات مختلفة.

- في النهاية جميعنا ملتزمون معك يا وطن.

هو إجراء احترازي ووقائي، بعد أن بات المرض ينتقل بسرعة كالنار في الهشيم، ضارباً أروقة الأندية والملاعب وموقعاً ضحايا من منتسبيها تحت قبضته، محطماً الخط الأحمر للخطر، حيث صار تهديداً مباشراً وخطراً حقيقياً على الجميع.

وبناءً عليه، فقد تفاعلت أنديتنا مع ماهية القرار لتسارع الخطى في إيقاف وتعليق أعمالها ومختلف أنشطتها، مع تنفيذها حزمة إجراءات احترازية واستباقية على العاملين فيها من أجل ضمان سلامتهم وصحتهم.

صحيح أن الفيروس زائر غير مرغوب فيه، لكنه قلب الأمور وفرض نفسه في سيناريو سبب ذعراً وعكس وسوسة وهاجساً مقلقاً للأندية الباحثة عن مهرب وحل لقهره أولاً، ثم عن ترتيب أوراقها التي تبعثرت في فوضى الأفكار والقراءات المستشرفة لمصير المسابقة وما ستؤول إليه، فيما لو استمرت الحال أسابيع أخرى.

التكهنات تصدرت المشهد، والتي يراها البعض في إمكانية انحسار المرض وعودة الأوضاع إلى مكانها الطبيعي، ومن ثم إعادة النبض والروح إلى الملاعب من جديد، فيما يرى آخرون أن الوضع في طريقه للتأزم والتعقيد، مستندين حسب رأيهم إلى أن المعطيات غير مبشرة، ما سيفرض على المعنيين اللجوء إلى الحل والخيار الصعب بإلغاء بطولات هذ الموسم وإسدال الستار عليه.

في حال تفاقم الوضع، لا سمح الله، فسيكون قراراً لا مناص منه، وحينها يستوجب على الكل تقبل الأمر بصدر رحب، مهما كانت التكلفة والخسارة، في وقت سيهلل ويرقص البعض فرحاً كونه حبل نجاة وإنقاذ لهم، بينما الآخر سيتلقاه مثل العلقم المُر الذي أفسد جهوده وأفقده هدفاً مهماً ضمن خطته الموسمية كان سيحققه، لولا الظرف القاهر وأحكامه، لذا فإن ما يسري على الآخرين ينطبق علينا أيضاً، فلا وقت للاعتراض أو التذمر، لأننا في النهاية جميعنا ملتزمون معك يا وطن.

Twitter: @Yousif_alahmed

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر