رأي رياضي

مشكلات الأكاديميات

حسين الشيباني

تعاني أكاديميات الكرة في الأندية العديد من المشكلات والسلبيات، لعل في مقدمتها غياب الاهتمام بالتكوين العلمي السليم للاعبين الصغار، إلى جانب عدم الاهتمام بتقديم ميزانية كافية لتطبيق البرامج المؤهلة للاعتناء بهذه المواهب، لأن 6% فقط منها يذهب إلى المراحل السنية، فيما يتم التهام 94% من الميزانية على يد لاعبي الفريق الأول وأجهزتهم الفنية.

- إذا صلح حال الأكاديميات صلح حال كرة الإمارات.

وهذا في الوقت الذي تعاني فيه بطولاتنا غياب المواهب، وغياب التخطيط والإعداد الصحيح، وعدم الاهتمام بزرع القيم الاحترافية والثقافية. ومن أبرز المشكلات أيضاً عدم الاهتمام بالبرامج التدريبية، وإهمال تطوير المدربين، ويضاف إلى ذلك عدم الاهتمام بتوفير الإداري المتخصص في التعامل مع الصغار لتقويمهم وتوجيههم، في الوقت نفسه الذي يغيب فيه إلمام المدربين بخصائص نمو المراحل السنية، خصوصاً أن المدربين والإداريين ينظرون إلى النتائج وليس إلى تكوين اللاعبين!

ومن المشكلات التي نلقي الضوء عليها عشوائية العمل في الأكاديميات، لأنه ربما لدينا المواهب والإمكانات، ولكن لا توجد الخطط الطويلة لتطويرها وصقلها. وما أتكلم عنه أحد أسباب إخفاقات منتخباتنا الوطنية، وهو ما يعيدنا إلى ماهية العمل على صعيد المراحل السنية والأكاديميات من جانب الأندية، باعتبار أنها هي التي تؤسس وتجهز اللاعبين للمنتخبات، ما يعني أن هناك خللاً في منظومة العمل في قطاعات الناشئين وتكوين النشء في الأكاديميات.

وحرص مجلس دبي الرياضي، بالتعاون مع خبراء الأكاديميات من مختلف الأندية والاتحادات الناجحة، على رعاية وتطوير المواهب، وفي مقدمة هذه الجهات الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، الذي يمتلك أكاديمية عالمية مشهوداً لها بالكفاءة، فقد تضمنت تقاريرهم عن أكاديميات أندية دبي العديد من النقاط السلبية التي تحتاج إلى تحسين للوصول إلى النجاح الذي يسعى إليه مجلس دبي والأكاديميات.

وتوصل الخبراء الفرنسيون إلى 10 نقاط سلبية تعيق تطوير اللاعبين الناشئين والشباب، سواء على مستوى مراحل الناشئين أو الأكاديميات.

ومجلس دبي الرياضي بصدد إصدار «دليل إرشادي» للتدريب في أكاديميات الأندية، في إطار الجهود التي يرمي إليها لتطوير منظومة العمل في كرة القدم على مستوى قاعدة الناشئين، ولكن هل «الدليل الإرشادي» يكفي لتطوير منظومة العمل في الأكاديميات؟ لذا اقترح، بالتعاون والتنسيق مع الاتحاد الفرنسي، الاستعانة بالخبراء للإشراف التام على أكاديميات أندية دبي بشكل مباشر، ولمدة خمس سنوات (الخطة الخمسية)، من أجل التأسيس العلمي السليم للاعبي الكرة بالأكاديميات، ونؤمن بأن الاستقرار الفني في عمل الأكاديميات يقود في النهاية إلي النجاح، وتحقيق الأهداف المنشودة، التي بينها حوكمة الأكاديميات من جانب مجلس دبي، والإشراف على تنظيم العمل، ووضع معايير في اختيار المدربين والإداريين، وبرامج لرعاية الموهوبين، وهذا لمواكبة أفضل الممارسات العالمية المطبقة في الأكاديميات على مستوى العالم.

بالمختصر المفيد، إذا صلح حال الأكاديميات صلح حال كرة الإمارات، لأن الأكاديميات مدرسة نموذجية للتعليم وليست للترفيه.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه

 

تويتر