خارج الصندوق

البعد الآخر لتنظيم المعارض والفعاليات

إسماعيل الحمادي

لم تتقن دولة في المنطقة صناعة المعارض والمؤتمرات والفعاليات العالمية الكبرى، كما أتقنتها دولة الإمارات عبر أقطابها الثلاثة الكبرى: مركز أبوظبي الوطني للمعارض، ومركز إكسبو الشارقة، إضافة إلى مركز دبي التجاري العالمي الذي يتربع على عرش قطاع المعارض والمؤتمرات في منطقة دول الخليج.

واستقبل مركز دبي التجاري العالمي منذ تأسيسه سنة 1979 حتى عام 2019 ما لا يقل عن 32 مليون زائر من 120 دولة، فيما أضاف أكثر من 200 مليار درهم إلى إجمالي الناتج المحلي للإمارة من خلال مجموعة فعاليات يحتضنها على مدار السنة في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما فيها الصناعة والتكنولوجيا والابتكار، والنفط والغاز، والطيران والمطارات، والصناعات الغذائية والمشروبات، والمنسوجات، والنقل والصحة والتعليم، والإعلام وتقنية المعلومات، والإنشاءات والعقارات، وغيرها من القطاعات المستحدثة والمتوافقة مع استراتيجية الحكومة للتنويع الاقتصادي.

وبعيداً عن تنشيط قطاع السياحة وإنعاش قطاع التجارة، ورفع مستوى إشغال الفنادق ودعم قطاع الضيافة والعقار، هناك بعد آخر للمعارض والفعاليات المختلفة التي تنظمها الإمارات ودبي خصوصاً، حيث يتمثل هذا البعد في ترسيخ مكانة الإمارة والدولة عالمياً، وترسيخ صورتها دولة مبتكرة ماضية قدماً نحو المستقبل.

جميل أن ترى خبراء الذكاء الاصطناعي من بقاع العالم يجتمعون تحت سقف واحد في دبي، يتناقشون حول ما جادت به أدمغتهم وما توصل إليه شغفهم في هذا المجال وما الخطوات القادمة لذلك.. جميل أن ترى أطباء العالم يناقشون أحدث ما توصل إليه الطب من اكتشافات في دبي، وغيرها من المعارض والفعاليات الأخرى بشتى المجالات والقطاعات التي يلتقي صانعوها في دبي لمناقشة مستجداتها.. تلك هي المكانة التي صنعتها المعارض والمؤتمرات الكبرى للإمارة، أن تكون الوجهة الأولى لمناقشة ما هو جديد وما هو المقرر مستقبلاً، وأن تكون الوجهة الأولى لتشجيع تأسيس المشروعات وإطلاقها وتشجيع البحث المستمر وتبادل الخبرات والمعارف.

ومن تسأله عن أكبر معرض للطيران في منطقة الشرق الأوسط ينطق اسم دبي ومن تسأله عن أكبر معرض بالمنطقة للسيارات واليخوت الفارهة والمجوهرات الثمينة ينطق دبي. سلسلة طويلة من المعارض تحتضنها دبي، تناولتها الصحافة العالمية على صفحاتها وتداولتها مختلف المواقع الإخبارية ليظل اسم دبي راسخاً، هنا يتجسد البعد الآخر للمعارض والفعاليات التي تنظمها دبي، أن يبقى اسمها راسخاً لدى الآخرين.

المعارض ترسخ مكانة الدولة وصورتها عالمياً كدولة مبتكرة ماضية نحو المستقبل.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر