كـل يــوم

الابتسامة سر الإنجاز الضخم!

سامي الريامي

خلال 24 ساعة، واعتباراً من الساعة الثانية عشرة ليل يوم الأحد إلى الثانية عشرة ليل أمس، تعاملت المنافذ الجوية لإمارة دبي والمتمثلة في مطار دبي ومطار آل مكتوم مع 166 ألفاً و648 مسافراً، منهم 83 ألفاً قادمون ومثلهم تقريباً مغادرون. هذه الحركة شبه اعتيادية وبشكل يومي، ترتفع الأرقام لتقارب الـ200 ألف مسافر تقريباً في بعض الأيام، لكنها لا تنخفض عن 130 ألف مسافر في معظم الأيام، ما يدل على حجم الضغط الذي يواجهه موظفو المطارات في التعامل اليومي مع هذه الأعداد.

ليس سهلاً أبداً أن يتعامل الموظف مع هذه الأعداد، فحصة كل موظف من هذه الألوف المؤلفة من القادمين والمغادرين حتماً ستكون كبيرة جداً، قد لا يواجهها أي موظف آخر في مختلف مطارات العالم، ومع ذلك فمأمورو الجوازات التابعون للإدارة العامة للجنسية والإقامة في دبي ليسوا كبقية موظفي المطارات، دون مبالغة ولا مجاملة، هم الأفضل في الاستقبال وفي الابتسامة، وحُسن التعامل بذوق ولباقة مع كل زائر للمدينة أو مغادر لها. إنهم يُشعرون كل مسافر بمعاملة خاصة، يسعون لإنهاء إجراءاته بسرعة، ويسهلون عليه قدر الإمكان، كما أنهم سريعون ودقيقون في العمل والتدقيق في آنٍ معاً، وهذا أمر يلاحظه كل قادم أو مغادر لمطارات دبي.

ومع ذلك، فالتطوير ومحاولات التسهيل على الناس لا تتوقف أبداً في هذا الصرح الضخم، حيث تم تركيب البوابات الذكية التي تتيح لكل مواطن أو مقيم في دولة الإمارات حرية العبور من خلالها دون المرور على موظف الجوازات إن رغب في ذلك، ووفقاً لإحصائية يوم واحد أيضاً فقد استخدم البوابات الذكية 27 ألفاً و500 مسافر يوم أمس، وهذا العدد يشكل 17% فقط من أعداد المسافرين، لذا فالإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب تسعى جاهدة وبمختلف الوسائل التوعوية لرفع عدد مستخدمي البوابات الذكية إلى 50 ألف مسافر يومياً، وهو عدد جيد سيؤدي دون شك إلى تخفيف الضغط على البوابات العادية، وسيؤدي إلى مزيد من التسهيل على المسافرين، القادمين منهم والمغادرين.

الوصول للمرتبة الأولى عالمياً إنجاز ضخم جداً، لا يأتي بالساهل، فمطار دبي الدولي استقبل 89.1 مليون مسافر في عام 2018، ما يعني أنه احتفظ بصدارة أكبر مطارات العالم من حيث عدد المسافرين الدوليين للسنة الخامسة على التوالي، ولولا الجهد الكبير الذي يبذله كل موظف في هذا المطار صغيراً كان أم مسؤولاً كبيراً فإن الاستمرارية في الصدارة لن تتحقق، ولعل السر في إخلاص هؤلاء الموظفين يتمثل في حبهم وعشقهم لمدينتهم، ومعنوياتهم العالية التي تعززها هذه الأرقام والبيانات العالمية، فهم يشعرون دائماً بأنهم جزء من إنجاز ضخم، يدفعهم لتقديم المزيد، وهم فعلاً كذلك، فهم أساس العمل والتطور، وابتسامتهم المعهودة تعكس دون شك سر تطور المدينة، وتكرس سمعتها العالمية كواحدة من أجمل وأرقى وأفضل مدن العالم.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر