5 دقائق

بدون مثاليات

خالد السويدي

من السهل جداً أن يستظرف الواحد منا، أو يدعي المثالية في عدد من المواضيع ليبدو الشخص الإيجابي والمكافح والطموح الذي لا يستسلم للإحباط، ويحول كل السلبيات إلى إيجابيات.

يذكرني الموضوع بشخصٍ بات يكرر كلمة «إيجابية» في كل موقف يحدث له، ويطالب غيره بأن يتحلى بالإيجابية، مع أنه نفسه عندما تحل عليه مصيبة لا يتوقف عن النحيب والبكاء والولولة في مشارق الأرض ومغاربها.

قبل سنوات طويلة طالب أحد أعضاء المجلس الوطني المواطنين بأن يتحولوا إلى تجار، لم يأخذ التصريح حقه من ردود الأفعال مع أنه كان يستحق الوقفة آنذاك، وكأن كل شخص في العالم يستطيع أن يتحول إلى تاجر بكبسة زر، وأن الموضوع بسيط جداً لا يحتاج إلى عقلية تجارية أو أدنى فهم لموضوع التجارة، إذ كل ما عليك فعله استخراج رخصة تجارية وستكون تاجراً معروفاً يشار له بالبنان.

وهناك من يطرح أفكاراً غريبة واقتراحات باتت غير مقبولة، وفي محاولة مستميتة يستحضرون حقبة قديمة عمل فيها الآباء والأجداد في وظائف غير مناسبة، أو أن يرضى بوظائف متدنية لا تلبي طموحاته ومؤهلاته الدراسية، لذا من الطبيعي أن تكون ردة فعل المواطنين عنيفة تجاه من يجد موضوع البطالة تافهاً، خاصة أنه مرتبط بحياة الفرد وتكوين الأسرة ورفع مستوى المعيشة، من جهة أخرى أتفق مع من يدعو للعمل في وظائف إضافية لتحسين الدخل الشهري مثلما يفعل المواطنون في دول أخرى.

كان جدي رحمه الله يعمل حارساً في البنك، وكان هناك آلاف المواطنين الذين عملوا في مثل هذه الوظائف لظروف معينة تتعلق بالدراسة ومستوى المعيشة وفرص العمل آنذاك، إنما نعيد ونشدد على أن المواطن أولى من غيره بمئات الوظائف التي يتم جلب الأجانب لشغلها في الجهات الحكومية، والمواطن أثبت أنه أفضل من الأجنبي الذي يُوظف بناء على دائرة المعارف والواسطة والمصالح ومبدأ «شيلني وأشيلك».

لطالما فتحت دولة الإمارات ذراعيها لكل الجنسيات، استفدنا منهم واستفادوا منا في مجالات عديدة ومختلفة، وبات العديد منهم جزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع الإماراتي، إنما هي سنة الحياة أن يكون المواطن وابن البلد العمود الفقري الذي يستند عليه تقدم وإنجازات الوطن في الحاضر والمستقبل، أما بالنسبة لبعض الذين يريدون للمواطن أن يعود للوراء فبكل اختصار ما عندهم سالفة!

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر