5 دقائق

أفضل 30 مسلسلاً!

عبدالله القمزي

أصدرت صحيفة نيويورك تايمز قائمة أفضل 30 مسلسلاً غير أميركي على مستوى العالم بمناسبة انتهاء العقد الحالي. تصدر القائمة مسلسل إسرائيلي بعنوان «أسرى حرب»، وكان الإلهام الرئيس للمسلسل الأميركي الشهير «هوملاند».

- أين العالمية التي

يتشدّق بها مسؤولو

الإنتاجات التلفازية

والسينمائية العرب؟

في المركز الثامن حل أيضاً المسلسل الإسرائيلي «فوضى» عن وحدة المستعربين في الجيش الإسرائيلي والمتوافر على «نتفليكس». بقية المسلسلات توزّعت على الهند وكوريا الجنوبية والأرجنتين ودول أوروبية كان لبريطانيا نصيب الأسد منها.

هل نستغرب عدم وجود مسلسل عربي واحد في القائمة؟ هذه قائمة من 30 وليست 10 أي أنها موسعة جداً، وقياساً على المنطقة الجغرافية الضخمة التي يقطنها العرب واستناداً إلى عدد السكان (423 مليون نسمة)، فإن غياب العرب عن القائمة هو فضيحة! وإسرائيل التي يقطنها 8.7 ملايين في نطاق جغرافي ضيق لها مسلسلان ضمن الـ10 الأوائل!

أين المسلسلات العربية؟ تجدونها على تطبيقات تتبع بعض القنوات العربية وتجدونها متناثرة هنا وهناك في بعض المواقع وتجدون بعضاً منها في «نتفليكس» والكثير في «يوتيوب» بشكل فوضوي. وبالطبع تجدون سيلاً عارماً منها كل عام في شهر رمضان على كل الشاشات العربية!

أين العالمية التي يتشدّق بها مسؤولو الإنتاجات التلفازية والسينمائية العرب؟ تفتح الصحف والمواقع العربية يومياً لتقرأ الكلمة التي أتمنّى أن أجد تعريفاً عربياً واضحاً لها. هل العالمية أن يلتقط مجموعة ممثلين عرب غير معروفين خارج دولهم صورة على السجادة الحمراء في «كان السينمائي»؟ أم هي تكريم أفلام ركيكة في مهرجانات غير معروفة؟ أم هي وصول مسلسل إسرائيلي إلى المركز الأول؟

كل شهر رمضان يخرج إلينا سباق مسلسلات الرداءة العربية التي لو كانت طعاماً لاستحقت وصف: غير صالح للاستهلاك الآدمي. مسلسلات تموت بمجرد إعلان العيد ولا يسمع بها أحد بعد ذلك.

مسلسلات بين الرداءة والتهريج تتسابق الصحف العربية على طباعة أخبار عنها وتقابل نقاداً لإبداء آرائهم وتقييماتهم، وتنشر أخباراً بتصدر هذا المسلسل أو ذاك قوائم الأعلى مشاهدة، معتمدة على تقنيات قياس أعداد المشاهدين أشبه بساعة رملية في الحقبة الرقمية.

المسلسلات العربية لا توفّر ترجمة إنجليزية ولهذا السبب ستظل محصورة بين جدران قنواتها. يتقدّم العالم بشكل مخيف ونتخلف نحن الذين يشكل الشباب النسبة الأكبر في مجتمعاتنا بشكل سريع لأننا لا نواكب العصر.

يشاهد الجيل الحالي «نتفليكس» والمنصات الأخرى ويصل إلى محتواها بطرق غير متوقعة. هذا جيل إنترنت لغته الأولى أصبحت الإنجليزية ولا يعترف بالمحتوى العربي. حتى إن بعضاً من ربات البيوت المتعلمات بين سن 50 و60 سئمن رداءة المحتوى العربي وانتقلن إلى «نتفليكس». العالم لا يعرفنا ونحن بالنسبة له غير موجودين لأننا غير مواكبين.

بالعربي: وسعت نيويورك تايمز القائمة لـ14 مركزاً إضافياً، تحت مسمى Honourable Mentions، يعني مسلسلات تستحق الثناء رغم عدم دخولها القائمة، وكان منها مسلسل إسرائيلي ثالث! وغاب العرب ولست مستغرباً! فمن يكرر الاسطوانة المشروخة نفسها منذ 50 عاماً لن يتطوّر أبداً.

ملاحظة: كل المسلسلات في قائمة الـ30 تعرض على منصات «ستريمنغ»، وليست في شهر رمضان فقط! وكل عام وأنتم بخير.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر