كـل يــوم

ليست نهاية العالم ولكنها بداية نهاية الفشل!

سامي الريامي

ندرك تماماً أن خسارة مباراة في كرة القدم ليست نهاية العالم، ونؤمن بأن الخروج من بطولة كروية مبكراً لا يمكن اعتباره نهاية اللعبة، لكن من حقنا جميعاً أن نطالب الآن بوضع بداية لنهاية الفشل بمنظومة كرة القدم في الدولة، أتحدث هنا عن فشل المنظومة بأسرها، وليس فشل لاعبين أو مدربين، أو من هم داخل المستطيل الأخضر فقط..

والمنظومة تبدأ من الأندية الرياضية، ومن المراحل السنية، لتشمل نظام الاحتراف بأكمله، تليه الأنظمة الإدارية المعمول بها في الأندية الرياضية، ومن ثم طريقة أداء وإدارة اتحاد الكرة، ثم من دون شك تشمل اللاعبين، المواطنين والمقيمين والأجانب، الذين يتم اختيارهم، وتشمل كذلك كل ما يحيط أو يرتبط بلعبة كرة القدم في الإمارات، ومن يتتبع تلك الأطراف جميعاً سيجد حتماً أكثر من سبب، تسببت جميعها في فشل الكرة والأندية والاتحاد والمنتخب واللاعبين!

وجود منتخب ضعيف ومهزوز أمر مؤسف، ولكن ما يؤسف أكثر هو عدم وجود توازن في الأموال التي تُنفق سنوياً على اللعبة، ووجود منظومة سيئة وأندية ضعيفة ومستويات رديئة من اللاعبين!

فوجود لاعبين بمستويات عادية أمر واقع يصعب التحكم فيه، لكن استمرار الصرف عليهم، وعلى الأندية العاجزة عن تفريخ لاعبين بمستوى جيد، هو قرار نملكه بأيدينا، لذلك لابد من إيقاف هذا الهدر المالي الكبير، وإعادة النظر في نظام الاحتراف الذي ثبت فشله بكل المقاييس، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه، وفي كل الأحوال خسائر ونتائج ضعيفة مع مستوى صرف مالي قليل، أهون وأفضل من مستوى رديء مقابل ملايين الدراهم تصرف شهرياً على لاعبين لا يستحقون 10% منها!

دولتنا دولة استراتيجيات وخطط مُحكمة في شتى المجالات، وهي تعرف تماماً إلى أين يتجه المستقبل فتسبقه إلى هناك، هي الدولة النفطية الوحيدة في العالم التي ستحتفل بتصدير آخر برميل نفط، وهي الدولة العربية الوحيدة التي أرسلت رائد فضاء إلى المحطة الدولية، وهي الدولة الوحيدة التي تخطط لمائة عام مقبلة، كما أنها الدولة العربية الوحيدة التي انتهت من وضع برنامج زمني لاستكشاف المريخ، إلا أن هذه الخطط والاستراتيجيات غائبة تماماً عن مجال الرياضة بشكل عام، وكرة القدم تحديداً، وما يحزن أكثر أن ميزانيات الصرف على اللاعبين والأندية تتخطى بمراحل ميزانية استكشاف المريخ، مع الفرق الشاسع في الإنجاز البشري، والسمعة، والأهمية، فهل يعقل ذلك!

سئمنا من كل ما يجري في هذه الساحة، وحان الوقت لإعادة النظر في نظام الاحتراف، ولابد من إيقاف هذا الهدر المالي على اللاعبين والأندية، لأن المخرجات لا تتناسب أبداً مع المدخلات، ولابد من إعادة النظر في أعداد اللاعبين الأجانب، وفي اشتراطات استقدامهم، فهم فعلياً لم يقدموا أي جديد لكرة الإمارات، وحالنا قبل 11 عاماً من بداية الاحتراف أفضل بكثير من حالنا اليوم!

علينا أولاً أن نهيئ العقول والفكر الاحترافي قبل أن نطبق أسوأ ما في الاحتراف، ويكفينا ضياع كل تلك السنوات، وكل تلك الأموال، في متاهة الاحتراف التي لم نجد فيها فائدة حقيقية واحدة، وأعتقد الآن أن الكرة خرجت من الملعب الصغير، ولابد من اتخاذ قرار استراتيجي كبير يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر