ملح وسكر

مجازفة الاعتماد على الأجانب

يوسف الأحمد

أحياناً قد يكون ضرر بعض الخطوات والإجراءات أكثر من نفعها، خصوصاً على المدى الطويل، عندما تخفق في تحقيق غاياتها، وقتها ستتحول إلى ظاهرة، ثم إلى مشكلة تستعصي الحلول، رغم أن الهدف منها جاء لأغراض التحسين والتطوير.

ومن بين تلك الإجراءات باقة المحفزات لدعم بطولة الدوري، التي كان منها القرار الذي فرض على أندية المحترفين وجود ستة لاعبين أجانب، من أجل رفع المستوى الفني، وإثارة المدرجات.

هذا الأمر اعتبره البعض سلاحاً أحادياً قد تطيش طلقاته مخطئةً الهدف، بل مجازفة في وقت لاتزال أساسيات الاحتراف عسيرة الهضم عند غالبية الأندية، وهو ما بدا أثره وعوارضه الفنية تظهر شيئاً ما على المنتخب، لتتحول إلى نواة لمشكلة فنية قادمة، سيتفاقم ضررها بمرور الأيام والسنين.

ولعل اعتماد الأندية على الأجانب في شغل المراكز والوظائف الأساسية في فرقها، قد أوجد صعوبة لدى الجهاز الفني للمنتخب في تنويع خياراته من العناصر الجاهزة، والاعتماد عليهم كبدائل عند حالات النقص والطوارئ، إذ ما حدث في لقاء فيتنام كشف عن وجود خلل في منظومة المنتخب التي دفعت الهولندي مارفيك إلى التجريب والتأليف أحياناً في شغل بعض المراكز، حيث وجده خياراً لا مناص منه، فرضته ظروف ذلك اللقاء، ليلقي لاحقاً بظلاله على الشارع الرياضي، الذي استاء سخطاً وغضباً بفعل الخسارة، بعد أن توقع ظهوراً وأداءً أفضل مما كان.

أي نعم أن المنتخبات الأخرى تطورت وقفزت بمستوياتها، إلا أن الصورة الذهنية القديمة للفوارق لاتزال حاضرة لدى الجماهير، ولا يمكن أن ترضى بمشاهدة منتخبها فريسةً لمن كان هو بالأمس صيداً وحملاً وديعاً لها.

ما يُحزنُ أكثر ما وصلت إليه الحال التي تموضعنا فيها، زاوية نرمي من خلالها كرة الاتهام من ملعب إلى آخر، ملقين اللوم والذنب تارةً على الاتحاد، وتارة على اللاعبين، وأخرى على المدرب.

اللاعبون، بلاشك، يتحملون المسؤولية ويتقاسمونها بالدرجة الأولى، كونهم الحلقة الأقوى في المنظومة، فالشكل والصورة يتغير لونهما برغبتهم الجادة وجسارة روحهم وقوة أقدامهم، حيث إنها عوامل مفصلية في جوهر الأداء، ومتى ما حضرت انقلبت الحال وتغيرت.

أما الجهاز الفني فلا يختلف اثنان على سيرته وسجله الحافل، إلا أن ذلك لا يعني تسليمه الجمل بما حمل، بمعنى أن يكون للجنة الفنية دور في المناقشة والسؤال ثم التوجيه، مثلما يتوجب على الاتحاد والمعنين إعادة تشكيل المسابقات باستخلاص الأخطاء، وتوسيع قاعدة اختيار اللاعبين، ثم تقييم القرارات التي لابد من رسمها بخطٍ ولونٍ آخر!


اللاعبون، بلا شك، يتحملون المسؤولية ويتقاسمونها بالدرجة الأولى، كونهم الحلقة الأقوى في المنظومة.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر