كـل يــوم

التوطين مطلوب شكلاً ومضموناً في البنوك!

سامي الريامي

المصرف المركزي يعمل على زيادة نسبة التوطين في القطاع المصرفي بما لا يقل عن 40%، خلال السنوات الثلاث المقبلة، وذلك من خلال تطبيق نظام النقاط لضمان توزيع معقول لأولئك العاملين بين المصارف على أساس حجمها، وذلك بعد أن لاحظ المصرف وجود بعض الكيانات المصرفية التي تحتاج إلى تسريع وتيرة توظيف المواطنين وتدريبهم.

خطة طموحة بالتأكيد، والقطاع المصرفي هو أحد أهم القطاعات التي تعوّل عليها الحكومة لاستقطاب المواطنين، لكن حتى نصل إلى هذه النسبة الطموحة لابد من متابعة مستمرة ورقابة صارمة، وشروط واضحة توضع للمصارف كي تلتزم بتوظيف المواطنين شكلاً ومضموناً، لأن أغلب هذه البنوك والمصارف الآن تعيّن المواطنين شكلاً، وتحاول إبعادهم عن أي مضمون مهم، وأعني هنا حصرهم في درجات وظيفية ومهام بسيطة جداً، دون وضع خطة شاملة لهم للترقي أو التطوّر أو الوصول إلى مناصب سيادية في المصرف!

هناك تحايل قانوني يحدث حالياً لرفع نسبة توظيف المواطنين في البنوك والمصارف، تحايل لم يعد خافياً على أحد، فتعهيد بعض الخدمات واختيار شركات خارجية يتم تعيين موظفين أجانب فيها ليعملوا في المصارف، دون أن يكونوا جزءاً من كادرها الوظيفي، أمر أصبح ملاحظاً عند أغلبية البنوك، تفعل ذلك لترفع نسبة المواطنين العاملين فيها بينما الحقيقة عكس ذلك!

ليس هذا فقط، بل إن الوظائف المخصصة للمواطنين لا تتعدى أبداً الدرجات الوظيفية البسيطة، وتظل الوظائف القيادية العليا، والمناصب السيادية ذات القدرة على اتخاذ القرار، بيد مجموعات أخرى، ما يرفع نسبة المخاطرة، ويزيد من احتمالية وجود تجاوزات لقوانين المصرف المركزي، أو قوانين البنك نفسه عندما يكون الزبون أو المتعامل من جنسية صاحب القرار في البنك المعني!

لا نشكك في ذمة أحد، وليس الجميع سيئين، إنها حقيقة نؤمن بها، ولكن يظل وجود المواطن في دائرة صنع القرار الاستراتيجي أو السيادي في أي مصرف، صمام أمان للمصرف من جهة، وللاقتصاد الوطني من جهة أخرى، والمصرف المركزي مُطالب بمتابعة ورقابة البنوك والمصارف، لضمان وجود خطة واضحة لإدخال المواطنين المؤهلين في دائرة صنع القرارات الاستراتيجية في البنوك، لا الاكتفاء بنسبة سنوية تُعلنها المصارف لتوظيف المواطنين، دون أن تُعلن عن نوعية الوظائف أو الدرجات الوظيفية التي وظفت هؤلاء المواطنين عليها!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر