كـل يــوم

لا أحد يستطيع أن يصنع سيمفونية بمفرده!

سامي الريامي

العمل الجماعي، والإيمان بروح الفريق الواحد، والعمل لهدف واحد، ومصلحة عليا مشتركة، هي من أهم أسباب النجاح، بل ربما هي وصفة النجاح الأكيدة التي لا يمكن تجاهلها أو تجاوزها في أي عمل، فالعقل الجمعي أفضل بكثير من العقل الفردي، وعمل الجماعة بالتأكيد أفضل بكثير من عمل الفرد، وإن كان الفرد هو أساس الجماعة، إلا أنه يبقى محدوداً في غيابه، أو عدم تعاونه معها.

جميع المشاريع الوطنية، وجميع الأعمال الحكومية، وكذلك الخدمات المتطورة، لن تصل إلى درجة النجاح المطلوبة، ما لم تتضافر جميع الجهود، وتتشارك جميع الجهات في الجهد، وتعمل معاً بكل تنسيق وتنظيم، وما لم تضع كل جهة المصلحة العامة المشتركة نصب عينها، وتتجاوز أي مصالح أخرى ضيقة سواء على مستوى الأشخاص أو كل جهة على حدة.

لا أقصد أحداً، ولا أُلمح نحو أحد، إنها حقيقة يدركها الجميع، انظروا حولكم، تأملوا في كل شيء، ستلاحظون ذلك بمنتهى الوضوح، فجميع نجاحاتنا تحققت عندما كان الجميع يعمل بروح الفريق الواحد، بالتعاون والتنسيق معاً، وعندما كان الجميع يُقدم المصلحة العامة على مصلحة الجهة التي يعمل بها، وعندما كان التكامل لا التنافس هو الأساس، وحتى التنافس كان من أجل تقديم الأفضل، لا من أجل تأخير وإحراج الآخر! وعلى العكس من ذلك تماماً، تأملوا في أي إخفاق، وفي أي مشروع لم يُكتب له النجاح، ستجدون العمل الفردي هو أحد أهم أسباب الإخفاق، وستجدون وراء ذلك الفشل عدم تنسيق، وعدم تعاون، وعدم إيمان بأهمية كل فرد وكل جهة في منظومة العمل الحكومي، بل ستجدون خلفه خلافات من تحت الطاولة، وابتسامات متبادلة فوقها!

تعطيل أي مشروع بقصد أو من غير قصد عمل غير مقبول على الإطلاق، والتنافس غير الشريف فعل غير مقبول على الإطلاق أيضاً، خصوصاً إن كان ذلك التنافس معطلاً لمصلحة عامة، حتى وإن حقق به المسؤول نجاحاً على مستوى الجهة التي يمثلها مقابل الجهات الأخرى، هذا النجاح الصغير على مستوى جهة، حتماً لا يمكن اعتباره نجاحاً إذا ما رأينا الصورة الكبيرة الكاملة، وهذا للأسف ما يجهله أو يتجاهله كثيرون، أولئك الذين يؤمنون بالمثل القائل «إن سلمت أنا وناقتي، وش عليّ من رفاقتي»، أكثر من إيمانهم بالمقولة الشهيرة «لا أحد يستطيع أن يصنع سيمفونية بمفرده»!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر