رأي رياضي

اللاعب الموظف

حسين الشيباني

بعد مرور 10 سنوات على تطبيق التجربة الاحترافية في ملاعبنا، والتحوّل بشكل تدريجي وآمن من مرحلة «الهواية» إلى «الاحتراف»، تبرز بعض الظواهر من حين إلى آخر لا تنسجم مع منظومة الاحتراف المستهدفة في الأساس بأنديتنا وقطاعاتنا الرياضية، التي قرّرت في السنوات الـ10 الأخيرة أن تلاحق النهضة الكبيرة التي تشهدها بقية قطاعات الدولة حتى تكون على مقربة منها ومن هذه الظواهر مسألة «اللاعب الموظف».

ورغم أن لاعب الكرة في منظومة الاحتراف الجديدة يجب أن ينصبّ كل تركيزه مع اللعبة والنادي والمنتخب إذا كان دولياً حتى يفي بمتطلبات المرحلة الجديدة وطموحات الجماهير، إلا أنه في الواقع يوجد عدد كبير من لاعبي دوري الخليج العربي للمحترفين لا تربطهم أي علاقة بناديهم سوى ساعتي التدريب بعد العصر والمباريات الرسمية، لأن اللاعب مرتبط بـ«دوام يومي» في وظيفته الرئيسة، وهو بذلك يبقى محدود الطموح في «المستطيل الأخضر» بفضل الضغط الذي يتعرض له سواء من عمله أو دوره كلاعب في الفريق الأول.

المفاهيم لاتزال مغلوطة في الوسط الرياضي رغم مرور 10 سنوات على تطبيق المنظومة الاحترافية. واللاعب يجب أن تكون وظيفته «لاعب كرة» لأنه مرتبط بعقد مع ناديه، ويجب للملتزم بعقد عمل في جهة ألا يرتبط مع جهة أخرى بعقد آخر في الفترة الزمنية نفسها.. لكن هذا الأمر يجب أن تُجرى مراجعته وإعادة تقييمه، واللاعب نفسه يجب أن يقتنع بأنه لاعب كرة مثل ما يحدث في أوروبا، ولا يوجد هناك من يتقاضى راتباً من ناديه وراتباً آخر من وظيفته في الوقت نفسه، وعليه أن يكون قنوعاً وأن يعطي كل جهده وتركيزه لناديه، خصوصاً أن رواتب اللاعبين تتصاعد حالياً، وأصبحت تصل إلى 100 ألف درهم فأكثر، ومهنة كرة القدم لا تقبل بـ«شريك» لأنها تستهلك تفكير اللاعب وجهده، واللاعب يجب أن يقرّر مصيره.

والمفترض في عالم الاحتراف، أن اللاعب يجب أن يقتنع بأن الكرة هي مصدره الأساسي والوحيد للعيش. وفي هذه الحالة لن يتوانى في التفاني لخدمة ناديه، الأمر الذي يعزّز حقوق الأندية على اللاعبين وحقوق الدولة في تطوّر كرة الإمارات.

الهدف من تطبيق منظومة الاحتراف هو الارتقاء بكرة الإمارات إلى المعدلات الدولية وتحقيق الطفرة المأمولة على المستوى القاري. وهذا لا يتحقق إلا إذا أصبح اللاعب المحترف متفرغاً لمهنة كرة القدم، ويخضع لبرنامج تدريبي في الفترتين الصباحية والمسائية، ونطبق مفهوم الاحتراف بشكل احترافي.. يجب على المسؤولين عن منظومة الاحتراف طرح «ظاهرة اللاعب الموظف» على مائدة البحث والدراسة، وأن تأخذ حظها من النقاش. حتى نتقدم إلى الأمام بثبات ونردّ على من يقولون إن تجربتنا الاحترافية «على الورق» بالإجراءات والقرارات.. لأن الأمر أصبح في غاية الخطورة على تطوّر كرة الإمارات مقابل ما يصرف من أموال طائلة على اللاعبين المحترفين.

ضعف التشريعات في نظام الاحتراف جعل اللاعب المحترف يبحث عن مهنة أخرى غير مهنة لاعب محترف.. ظاهرة خطيرة على تطوّر كرة الإمارات، وعلى المسؤولين إدراك مدى خطورة هذه الظاهرة وإيجاد حل سريع.

النقطة الجوهرية من المقال هي «ارتقاء المستوى الفني للاعبين المحترفين يؤدي إلى ارتقاء كرة الإمارات».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .


المفاهيم لاتزال مغلوطة في الوسط الرياضي رغم مرور 10 سنوات على تطبيق المنظومة الاحترافية.

 

تويتر