كـل يــوم

أداء المسؤولين الحكوميين تحت الرقابة دائماً

سامي الريامي

قد يقبل المقيمون على أرض دولة الإمارات تأخر إنجاز معاملاتهم لساعات في بلدانهم، وقد لا يبدون تذمراً إن وقفوا في طوابير طويلة في صالات الوصول داخل مطارات بلدانهم، أو أي من مطارات أوروبا وأميركا، لكنهم لا يقبلون الانتظار في الإمارات، وهذا ليس شيئاً سلبياً، بل لأنهم لم يعتادوا الفوضى أو عدم التنظيم، أو عدم الاكتراث بالمراجع في الإمارات، فالإمارات الآن هي نموذج ومعيار ومقياس النجاح، وهذا نتاج الجهود الضخمة التي بذلتها الحكومة لتكريس معايير الجودة والتميز في خدمة المتعاملين، وهو نموذج يصعب تكراره في أي مكان آخر.

والحفاظ على هذا المستوى المتميز هو مسؤولية كل وزير وكل مدير ومسؤول حكومي، اتحادياً كان أم محلياً، وهي دون شك مسؤولية ضخمة لأنها تحتاج إلى متابعة مستمرة، وأنظمة متطورة، وتحتاج لإرساء ثقافة التميز لدى كل الموظفين، صغيرهم وكبيرهم، وتحتاج إلى جهود ميدانية مستمرة، ومن يعتقد منهم أن المنصب يعني مكتباً ثميناً فخماً كبيراً، ومزايا عديدة، وأبواباً مغلقة عليه تحول دون وصول المراجعين أو الموظفين، فلا شك أنه مخطئ، فهذا النموذج غير موجود في حكومة محمد بن راشد، ولا يمكن أن يكون موجوداً في هذا الزمن بالذات في دولة الإمارات!

وعلى جميع المسؤولين أن يدركوا أيضاً أن هذه المسؤولية الجسيمة الملقاة عليهم من أجل المحافظة على إنجازات الإمارات في مجال الجودة والخدمة المتميزة، والعمل المتواصل تحت الضغط ساعات طويلة، لا يساوي شيئاً، ولا يعادل الجهود التي بذلها ويبذلها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فسموه أسس لهذه الثقافة وبدأها منذ سنوات طويلة، وبذل جهوداً ضخمة، وأنفق أموالاً لا تحصى من أجل وصول مدينة دبي، ومن ثم الحكومة الاتحادية، لأعلى مراتب التقدم والتطور، وأصبحت تقييماتها تأتي بالمقارنات العالمية وليست الإقليمية، ونتيجة لذلك حققت الكثير من خدمات الدولة في مختلف الوزارات المرتبة الأولى عالمياً، وهذا إنجاز كبير جداً، لا يمكن التفريط فيه بسبب ضعف وعدم اكتراث مدير أو وزير، لا يمكن أبداً أن يقبل محمد بن راشد بذلك.

لذلك فلا يعتقد أي مسؤول حكومي في الإمارات، مهما كان منصبه، أنه خارج نطاق الرقابة، ولا يعتقد أنه يمكن أن يستمر في منصبه الحكومي إن لم يعمل بكفاءة، ولا يعتقد أيضاً أنه يمكن أن يُغطي أو يتستر على أي تقصير أو خطأ في وزارته أو دائرته، فأوجه المتابعة والرقابة متعددة في طرقها وأساليبها وكيفيتها عند صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، فهو لا يعتمد على تقارير مكتوبة، ولا يُطبق أسلوباً واحداً في المتابعة والرقابة، فهناك مئات من المتسوقين السريين الذين لا يعرفهم أحد منتشرون في كافة الوزارات والدوائر الحكومية، يرفعون تقاريرهم الميدانية المستمرة، يبلغون عن أي تقصير، ويرصدون أي خطأ، ويخبرون عن المتميزين والمخلصين في أداء أعمالهم أيضاً، لذلك فالصورة واضحة جداً عند الشيخ محمد بن راشد، وتالياً فإنه يُعطي فرصاً أحياناً، ويقدم النصح أحياناً، ويتدخل لإجراء تغييرات جذرية في الوقت المناسب دائماً.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر