5 دقائق

المطاعم وانتهاك الخصوصية

عبدالله القمزي

قال لي صديق كندي إن المطاعم في الإمارات أفضل من تلك التي في بلاده من ناحية جودة الطعام ومستوى الخدمة. قد يكون كلامه صحيحاً، وعندما ذهبت إلى كندا كانت المطاعم بالنسبة لي ممتازة والخدمة جيدة، ولم أشعر بأنها أقل مستوى من مطاعمنا.

لكن لاحظت أن مطاعمنا لا تمنح الخصوصية لروادها، وهناك ضجيج ناتج عن الموسيقى أو أصوات الزبائن العالية، لاحظته أيضاً في كندا وأميركا، ولم أجده في دول إسكندنافيا ولا في لندن، ولا أعلم إن كانت خاصية مشتركة في دول العالم.

مطاعمنا في الدولة هي الأكثر إزعاجاً من وجهة نظري، فبمجرد جلوسك يحاصرك فريق مكون من نادلين أو ثلاثة، يقف أحدهما يراقب كأس الماء أمامك كالصقر، بمجرد أن تشرب قليلاً، جاء النادل واخترق خصوصيتك وصب لك مزيداً من الماء في كأسك، وكأنك لا تستطيع فعل ذلك بنفسك، رغم أن الزجاجة بجانب الكأس أمامك.

لم أجد هذا الموقف في أي مطعم خارج الدولة، وهو في ظني جزء من ثقافة اقتصاد الرفاهية الزائدة التي لدينا. المشكلة لو كنت منهمكاً في حديث خاص تضطر للتوقف كلما اقترب منك النادل ليصب الماء، وهذا من أكثر ما يزعجني في المطاعم.

بمجرد أن تضع اللقمة الأولى في فمك يبرز النادل أمامك بغتة ويسألك ما رأيك في الطعام، ومن المستحيل أن تعطي رأياً من أول لقمة، ومن المستحيل أن تتحدث والأكل في فمك بل ومن العيب، لكن هذا يحدث في كل مطاعم الدولة بلا استثناء، ولم أجده في أوروبا ولا أميركا.

المنطق ألا تكمل الطعام لو لم يعجبك، وستشكو ذلك إلى النادل، والمنطق أن يأتيك النادل بعد أن تنتهي من الطعام ويسألك عن التجربة ككل وليس عن الطعام فقط. هذا هو الأدب والذوق.

هناك عامل الموسيقى العالية والأغاني المبتذلة ووجهة نظر المطاعم فيها أنها تبث جواً من الطاقة والنشاط داخل المطعم، بينما هي مصدر إزعاج لزبائن كثر أنا منهم. هناك أيضاً الزبائن الذين يتحدثون ويضحكون بصوت عالٍ، هذا عامل يجب عليك تقبله لأنه يعكس عادات وثقافات شعوب وليس عيباً.

مثلاً، الأميركيون والكنديون مثلنا كعرب في الحديث بصوت عالٍ، وعكس الإنجليز والفرنسيين واليابانيين، وهؤلاء أهدأ منا في الحديث.

من أفضل الطرق للتخلص من إزعاج المطاعم:

الذهاب باكراً، رغم أنه ليس خياراً عملياًُ للكثيرين، لكن لو كانت المطاعم مزعجة فوق الاحتمال بالنسبة لك فهذا حل مناسب.

اختيار طاولة بعيدة في الزاوية، فمواقع الطاولات تلعب دوراً مهماً في تقليل الإزعاج، اختر طاولة بعيدة في الزاوية وستكون بخير.

لا تخجل أبداً من الطلب من النادل أن يخفض صوت الموسيقى، خصوصاً لو كنت جالساً تحت السماعة، فلو كنت منزعجاً فاعلم أن الكثيرين منزعجون مثلك.

بالعربي: لدي صديق من رواد المطاعم يقول للنادل أو النادلة: إياك وسؤالي عن رأيي في الطعام أثناء تناوله، اسأل بعد أن أنتهي. قد لا تجدون استخدام هذا الأسلوب الصارم ضرورياً إلا أنني لا أختلف معه في هذا الموقف.

لاحظت أن مطاعمنا لا

تمنح الخصوصية

لروادها، وهناك ضجيج

ناتج عن الموسيقى أو

أصوات الزبائن العالية.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

تويتر