ملح وسكر

زاكيروني أنجز المهم

يوسف الأحمد

يمضي منتخبنا باقتدار نحو تحقيق هدفه الأسمى في البطولة، رغم العقبات والعواصف المحيطة بمساره الصعب. فبعد اجتياز العقبة الأسترالية، تأتي المواجهة المرتقبة مع المنتخب القطري لتكون مفصلية في مسيرنا نحو الوصول إلى النهائي الآسيوي الكبير، الذي تأمل الجماهير وجودنا فيه لتعزيز حظوظنا في الفوز باللقب القاري لأول مرة. ولعل ما حققه الإيطالي زاكيروني يعتبر متوافقاً ومتناغماً مع خطته المرحلية التي راهن وتحدى بها الجميع، حيث تعتبر ناجحة حتى هذه اللحظة بخلاف الآلية والطريقة التي قادته الى اجتياز منافسيه والوصول إلى محطة المربع الذهبي، فهو في نهاية الأمر أنجز المهم والمطلوب من محطاته السابقة، متجاوزاً فترة عصيبة لم تخلُ من قسوة الانتقاد والتجريح بسبب عوامل ناح عليها البعض كثيراً حتى وصلت إلى حد المطالبة بإقالته وإبعاده بعد نهاية الجولة الأولى. وقد يتفق الجميع على أن هناك فجوات وسلبيات عديدة في أداء ومستوى المنتخب، إلا أن ذلك لا يعتد به في نهاية المطاف عند حصد النتائج الإيجابية، كون الغاية هي الفوز والانتصار الذي يكفل البقاء في صراع الأقوياء، وهو ما بدا أن استراتيجيته مبنية على عنصر النتيجة دون أي اعتبار للوسيلة أو الطريقة التي تقود لذلك على غرار قاعدة «اللي تكسب فيه العب فيه».

بالطبع فقد أسهب النقاد والمحللون في تناول ذلك وتحليل أدق تفاصيله، لكن ما يهم الشارع الرياضي هو الفرح والانتعاش بلذة الفوز، عدا ذلك نقطة في أول السطر. فاللقب قريب منا بشرط لو أحسنا إدارة المهمة وما يقع في محيطها. وقد يكون لقاء قطر الأصعب في مشوارنا من نواحٍ فنية ونفسية وأخرى، إلا أن ما يعني لاعبي الأبيض هو الجانب الفني والمعنوي من خلال تهيئة المناخ المثالي الخالي من التشنج والشحن وبعيداً عن معسكرهم. صحيح أن ذلك يقع ضمن عاتق الجهاز الفني، بيد أن العامل النفسي يتقاسم مسؤوليته الإعلام والجمهور والمدرب، فالرسالة الإعلامية مطالبة بأن تكون إيجابية خالية من أية مشتتات ذهنية وبعيدة عن المشاحنات واستحضار الماضي، فنحن أمام هدف تصويبه يتطلب هدوءاً وتركيزاً، يحتاج إليهما اللاعبون نظراً لحساسية المواجهة، فوضع المنتخب لا يحتمل عنتريات كلامية ولا مناظرات فضائية، كون الاتزان النفسي سلاح المنتخبين في هذه المقابلة، وأكثرهما توازناً سينال من خصمه بأقل مجهود.

لذا، ليترك البعض تلك الأمور جانباً الآن، فلا ترهقوا أسماع اللاعبين ولا تشتتوا أذهانهم باللغو الزائد، كون الفرصة بين أقدامهم فلا تكونوا سبباً في ضياعها، ففي مثل هذه الظروف غالباً ما يكون الرهان على هذا السلاح خاسراً!

• اللقب قريب منا لو أحسنا إدارة المهمة وما يقع في محيطها.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر