كـل يــوم

لابد من حقن دماء شباب الوطن..

سامي الريامي

حقن دماء الشباب هو بالضبط ما قام به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حفظه الله، في منطقتي البداير والفايه تحديداً، فما كان يحدث هناك شيء أشبه بالفوضى التي تسببت في إزهاق أرواح شباب في مقتبل العمر، خسرتهم الدولة، وخسرهم أهاليهم، لأسباب تافهة، استعراضات، وتسابق، وصعود تلال رملية، أعقبتها فواجع ومآسٍ، ونزيف مستمر من ثروة الوطن الحقيقية.. شباباً وصغاراً.

لقد بلغ السيل الزبى، وتوالت الحوادث بشكل شبه يومي، وأصبح الموت وتناثر الجثث مجرد مقاطع لمادة فيلمية تتناقلها الهواتف النقالة، دون أن يرتدع منها بقية الشباب، أو تحرك ساكناً، ولا شعرة في رأس أهاليهم، فهم يرونهم أمامهم في سياراتهم المزودة، ويسمعون ضجيجها وإزعاجها، ويشاهدون الحوادث المميتة بشكل دائم، ومع ذلك، وكأن على رؤوسهم الطير، لا يمنعون أبناءهم، ولا يستطيعون التأثير فيهم، وكأن الأمر لا يعنيهم أبداً، لذلك تحرك الشيخ سلطان بن محمد القاسمي وبادر باتخاذ إجراءات صارمة، وتدابير كفيلة بحماية الأرواح والممتلكات، والمحافظة على سلامة مرتادي المناطق البرية، وتعزيز الأمن والأمان في الصحراء والتلال الرملية.

وشملت تلك التدابير الدفع بعدد من الآليات لتسوية المنطقة الرملية، خصوصاً في منطقتي الفاية والبداير، فيما وضعت حواجز أسمنتية بصورة تمنع الوصول للعراقيب الرملية، والتي يلجأ لاعتلائها الشباب بمركباتهم للاستعراض بحركات متهورة، إلا أن تلك الحواجز لن تكون عائقاً أمام الأسر المتوجهة للمناطق البرية للاستمتاع بالأجواء الشتوية، بل لحمايتهم من الممارسات والسلوكيات الخاطئة.

للأسف الشديد، هناك من لا يرتدع إلا بالشدة، وهناك من لا يكترث بحياته، هناك شباب يتميزون باللامبالاة، ولا يأبهون بالعواقب، حتى لو كان ثمنها حياتهم، وهناك أولياء أمور منشغلون عن أبنائهم، لا يعرفون عنهم شيئاً، بل ربما لا يرونهم لأيام، وهناك آباء لا يبالون أيضاً ويفرطون في دلال أبنائهم، وهم يساعدونهم للأسف الشديد في تزويد سياراتهم، من خلال إعطائهم المال دون قيد أو شرط، وبذلك يساعدونهم على سرعة التخلص من الحياة..

لذلك كله، يجب أن يتدخل القانون، ويجب أن تتحرك الجهات المعنية في كل إمارة، فهذه الفترة هي فترة موسم الاستعراضات وتصعيد العراقيب، وبالتالي فهي فترة الموت المجاني، وتصعيد التدابير الأمنية ضرورة ملحة لمواجهة تصعيد التزويد والسرعة واعتلاء الكثبان والعراقيب.

لابد من اتخاذ تدابير شبيهة بتلك التي اتخذها الشيخ سلطان بن محمد القاسمي من حيث تكثيف التواجد الشرطي، ونشر الدوريات الأمنية والمرورية، ووحدات الضبط القضائي على مدار الساعة، وإقامة نقاط التفتيش على جميع المداخل والمخارج والطرق الرئيسة المؤدية إلى المناطق البرية، خصوصاً تلك التي شهدت وقوع بعض الممارسات والسلوكيات السلبية والحوادث البليغة، إضافة إلى منع استخدام الدراجات الرباعية والصحراوية إلا في المناطق المرخص لها والمسموح بها وفق ضوابط أمنية ووقائية، وما لم نفعل ذلك، فهذا يعني استمرار مسلسل الموت، واستمرار نزيف دماء الشباب، والخاسر الأكبر هو الوطن!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر