ملح وسكر

ثوب الاحتراف المحلي

يوسف الأحمد

يعتقد الأغلبية أنه بمجرد فتح باب الاحتراف الخارجي للاعبينا المحليين، سيتسابق ممن تنطبق عليهم الشروط في خلع ثوب الاحتراف المحلي، والبحث عن أندية خارجية من أجل اللعب في صفوفها، كونها فرضية متوقعة في أذهان من يطالب ويدعم بها هذا التوجه. واقعياً قد يكون هناك أمر يختلف مع تلك التوقعات والتصورات التي رسمها المحللون والمراقبون، إذ إن عدد اللاعبين القابل للاحتراف الخارجي محدود جداً، بناءً على مخرجات المسابقات والبطولات التي لم تفرز سوى ذلك العدد البسيط ممن تتوافر لديهم القدرات والمهارات والمتطلبات اللازمة للاحتراف. ولا يُخفى أن الأغلبية تجد نفسها مع أنديتنا هنا لما يتوافر لها من مقومات وعناصر جاذبة للبقاء في بيئتها المحلية الخالية من الضغوط والبعيدة عن الالتزامات والمسؤوليات المرهقة، وهو ما منحهم أريحية وحرية لا يمكن أن يحظوا بهما إذا ما أرادوا السفر والتغرب من أجل الاحتراف الخارجي، فأغلب لاعبي الدوري المحلي يتمتعون بمميزات اجتماعية ومنافع مادية لن تتوافر لهم في الأندية الخارجية، بل سيكونون تحت مطالب وضغوط تعصرهم لاستخراج أفضل ما لديهم. كما أنهم مطالبون بالانصياع إلى برامج خاصة بالتمارين والتغذية والنوم، وغيرها من الالتزامات التي قد يستصعب عليهم تنفيذها مقارنةً مع البيئة الحالية التي يتعايشون فيها مع مجتمع منفتح ومتساهل تتمازج فيه كل أطياف الحياة. لذلك فإن العملية ليست بالأمر السهل الذي يراه البعض، وقد تكون مستحيلة عند اللاعبين الذين يسرحون ويمرحون كيفما يشاؤون مع فرقهم الحالية، ليبقى السؤال المهم هو كم عدد هؤلاء المؤهلين للاحتراف الخارجي؟ ثم هل جميع من تتردد أسماؤهم يصلحون لأن يكونوا ضمن القافلة؟ في اعتقادي الشخصي أنه إذا توفرت الرغبة الحقيقية والصادقة فإن العملية لن تتجاوز لاعبين لا أكثر، أما البقية ممن يُطبل ويُلمع لهم، فالأستر والأفضل البقاء في أماكنهم!

معظم الفرق مضت  قدماً لترتيب أمورها  مبكراً، لضمان نجاح  خططها وبرامجها.

تُسارع الأندية الخطى نحو استكمال أجهزتها الفنية وإنهاء تعاقداتها مع اللاعبين مبكراً، من أجل جاهزيتها لفترة التحضير والإعداد التي ستبدأ مع منتصف الشهر المقبل. ولعل معظم الفرق مضت قدماً لترتيب أمورها مبكراً لتضمن نجاح خططها وبرامجها، ومنعاً من أية معوقات قد تعرقل عملها في الفترة المقبلة. لكن إلى أي مدى نجحت في اختياراتها التي يفترض أن تكون قد بُنيت على تجارب وخبرات الماضي الذي يفترض أنها استوعبت دروسه جيداً، فليس من المنطق استمرار النهج ذاته في عملية الاختيار التي اعتادتها، كونها ممارسة خاطئة وفاشلة ستدفع ثمنها مبكراً مع أول ظهور لها عند انطلاقة الموسم!

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر