5 دقائق

من العصف إلى الإنجاز

الدكتور علاء جراد

من أهم الممكنات في إنجاز المهام ونجاح المؤسسات العمل ضمن فريق، والتعاون بين أفراد الفريق، حيث يكمل الأعضاء بعضهم بعضاً، وتتم الاستفادة من المهارات الفردية، وبالتالي فإنه بلغة الإدارة الحديثة فإن «1+1 لا يساوي 2، بل يساوي 3»، أي أن طاقة ومهارة الفردين في الفريق تعني تشكيل قوة ثالثة، ناتجة عن تكامل مهارات ومعارف عضوي الفريق. ومن ملاحظاتي الشخصية وجدت أن معظم المؤسسات تكتفي بالإشارة إلى روح الفريق كإحدى القيم، ولكن القليل من المؤسسات يستطيع ترجمة هذا المفهوم والتوجه إلى حقيقة ملموسة على أرض الواقع، وحتى يمكن ذلك نحتاج إلى اتباع أساليب علمية مجربة، وكذلك رفع الوعي بهذا المفهوم الحيوي.

• معظم المؤسسات تكتفي بالإشارة إلى روح الفريق كإحدى القيم، ولكن القليل منها يستطيع ترجمة هذا المفهوم إلى حقيقة ملموسة.

تزخر أدبيات الإدارة بالكثير من الدراسات عن أساليب وديناميكيات العمل ضمن الفريق، ومن أهم تلك الدراسات نموذج المفكر وعالم التربية بروس توكمان، ويتكون ذلك النموذج من أربع مراحل يمر بها أي فريق، وهي مرحلة التكوين (Forming)، تليها مرحلة العصف (Storming)، ثم مرحلة الفهم المتبادل (Norming)، وأخيراً مرحلة الإنجاز أو الأداء (Performing). لقد كان لتنظير وتعريف تلك المراحل أهمية قصوى في نجاح فرق العمل، حيث إن فهم تصرفات وردود أفعال أعضاء الفريق أمر في غاية الأهمية، خصوصاً عندما نعلم أن المراحل تتسلسل بشكل طبيعي، ففي المرحلة الأولى يتم تكوين الفريق، وهنا يظهر كل عضو الجانب الإيجابي في تعامله، ويكون هناك قدر كبير من التحفظ، كما تتصف هذه المرحلة بعدم الوضوح والقلق لدى كل أعضاء الفريق، مع عدم وضوح الاتجاه والرؤية. أما في مرحلة العصف فيبدأ كل عضو في الفريق بمحاولة فرض وجوده والإدلاء بوجهة نظره، بل وأحياناً فرضها، وقد يفقد بعض الأعضاء اهتمامهم بالفريق، كما قد يقرر بعض الأعضاء عدم الانخراط في الفريق، وتعتبر مرحلة العصف من أهم المراحل، لأنه لو لم يتفهم الأعضاء تلك الديناميكيات فسيفشل الفريق قبل أن يبدأ. أما المرحلة الثالثة فيتم فيها الفهم المتبادل، ويبدأ كل عضو بفهم الآخر ويسعى لبناء جسر التعاون والعمل المشترك، ولقائد الفريق دور مهم جداً في إدارة الدفة وقيادة الفريق، وفي المرحلة الرابعة يبدأ العمل والأداء والإنجاز الفعلي.

من المهم لكل فريق، سواء كان من فردين فقط أم من عشرات الأفراد، أن يتم فهم تلك المراحل حتى يتم اختصار الوقت في المرحلتين الأولى والثانية، والتركيز على المرحلتين الثالثة والرابعة. ويمكن بالبحث عن نموذج «توكمان» الحصول على المزيد من النصائح وقصص النجاح التي تم فيها تطبيق هذا النموذج.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه. 

تويتر