ملح وسكر

تحجيم المنافسين

يوسف الأحمد

جاءت قرعة بطولة كأس آسيا 2019 متوازنة ومنصفة لجميع المنتخبات المشاركة، وقد يكون من حسن الحظ أن نجد فيها منتخبنا ضمن مجموعة تعد سهلة نسبياً من الممكن تجاوزها والتأهل من خلالها، بشرط البعد عن مسألة تحجيم المنافسين والاستهانة بقدراتهم، كونه سلاحاً ذا حدين لربما تأتي عواقبه وخيمة. ولأجل هذا فإن استغلال الظروف المتاحة في هذه النسخة التي ستحتضنها ملاعب الدولة بات أمراً

العمل والاجتهاد من دون تخطيط لن يقودنا إلى النهاية المرجوة.

ضرورياً وهدفاً وطنياً يتفق عليه الكبير والصغير، بغية تحقيق الحلم الذي استصعب علينا وعاندنا في نسخ كثيرة، حيث حان وقت تكاتف وعمل جميع الأطراف لخدمة هذا الهدف وجعله ضمن أولوياتهم في الأشهر الستة المقبلة، مع التأكيد على أن اليد الواحدة لا تعمل وحدها، فاتحاد الكرة سيحمل الجانب الأكبر من هذا العبء في الوقت الذي يتقاسم معه أيضاً أفراد ومؤسسات المجتمع المختلفة المعنية بالأمر هذه المسؤولية. ولعلنا نستذكر هنا ما حدث في خليجي 17 عام 2007، عندما سُخرت كل القوى والعوامل والممكنات لخدمة المنتخب في تلك المناسبة، حيث نجح من خلالها في تحقيق أول لقب خليجي في مسيرته الكروية كاسراً العقدة التي لازمته عقدين من الزمان، ومنطلقاً بعدها ليحقق لقباً ثانياً في البحرين في أجمل مشهد مرت به كرة الإمارات بعد مشهد التأهل لكأس العالم عام 90، لذلك فالجميع يقف الآن على أرضية واحدة وأمام تحدٍّ لا يختلف عليه اثنان يستوجب وضع خطة وبرنامج يقودنا للحصول على هذا المبتغى، فالعمل والاجتهاد من دون تخطيط لن يقودنا إلى النهاية المرجوة، إذ لابد أن تتضافر وتتوحد جهود الاتحاد والأندية وخلفهما الهيئة كي تكون هناك رؤية واضحة تستند إلى أجندة متفق عليها، لتحقيق هذا الهدف الوطني الذي يطالب به الجميع، أما النهج القديم المعتمد على التسويف والارتجال فإنه سيبقينا في محيط الدائرة التي «تشقلبنا» فيها سنين طويلة!

يبقى التنافس بين الأندية حقاً مشروعاً في سبيل تحقيق مآربها وأهدافها التي تخدم مصالحها وتضمن استمرارية عطائها وفق طموحاتها، والذي تحدده المقومات والأدوات التي تمتلكها وتتوافر لها في هذا الشأن. وقد يكون الصراع بينها تحديداً في التسابق للاستحواذ على اللاعبين والعناصر المميزة منهم، خصوصاً مع نهاية الموسم، الذي تبدأ معه بورصة اللاعبين في الانتعاش، حيث تحدث المساومات والمراوغات للبحث عن أفضل العروض التي تُؤمن لهم رغباتهم ومتطلباتهم الشخصية، لكن ذلك يتطلب أيضاً تأنياً من الأندية لمنع المغالاة والتهور في تخطي حاجز الأرقام المعقولة، إذ لابد أن يكون هناك معيار يحدد ويضبط العملية المستمرة منذ سنوات تحت إطار عرفي يخلو من الضوابط والقيود، مستنزفاً خزائن الأندية دون حصولها على المردود المتوقع من أولئك اللاعبين.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

 

تويتر