5 دقائق

خرافات كتب تطوير الذات

عبدالله القمزي

كتب تطوير الذات تملأ رفوف المكتبات ونجدها بكثرة في المنازل، وتعد من أكثر الكتب مبيعاً، لكن هذا المجال، كغيره، دخل إليه محتالون وغشاشون.

لست مضطراً للتفتيش خلف المؤلف، وليست الشهادة، أو حرف «د» قبل اسمه، دليل عبقرية. إنما تستطيع كشفه لو كان غير منطقي، أو بائع أحلام يطلب منك دفع مبلغ مالي مقابل ورشة عمل لثلاثة أيام، مع وعد بأن تكون شخصاً غنياً خلال ستة أشهر.

من أشهر خرافات هذه الكتب شيوعاً: «كيف تحصل على مليون دولار في ست دقائق»

هذه الخرافة مثل حيلة الذي يطلب مبلغاً مالياً للاستثمار على أن يعيده مضاعفاً بعد شهر مثلاً. ليس هناك استثمار سريع، وأي مشروع تبدأه كطفلك الذي تربيه، بحاجة إلى اهتمام وعناية ووقت كافٍ حتى يكبر ويؤتي أكله.

خرافة ثانية: «بإمكانك إطلاق متجر على الإنترنت من دون بضائع أو كلفة أو عمل»

• من أشهر خرافات هذه الكتب شيوعاً: «كيف تحصل على مليون دولار في ست دقائق».

يستخدم هؤلاء كلمات مغرية مثل «دخل إضافي وأنت في المنزل»، نعم تحدث كثيراً، كأن يحصل شخص على مبالغ مالية بانتظام من مشروع عائلته مثلاً، يعني أن أحدنا لا يحصل على دخل إضافي من دون أن تكون له الأسباب المؤدية إلى ذلك. اسألوا أي رجل أعمال ناجح عن سبب نجاحه، سيقول بالجد والاجتهاد والصبر، ولن يقول نجحت وأنا نائم.

خرافة ثالثة وهذه شائعة: «عليك أن تستيقظ في الخامسة صباحاً»

ليس على أي أحد الاستيقاظ فجراً كي يكون ناجحاً في حياته، هناك أشخاص ناجحون يعملون مساء، وهناك أولئك الليليون الذين يسهرون لساعات متأخرة ويقدمون أعمالاً إبداعية، في الحقيقة لدي صديقان ليليان ناجحان جداً في ما يفعلان.

أحدهما حصل على درجات عالية في الكلية، وكان ينام فور انتهاء الحصص الدراسية ويستيقظ التاسعة ليلاً، ويعمل على مشروعات الدراسة حتى الفجر، وإلى اليوم مازال كذلك وإنجازاته كثيرة جداً، والآخر قال لي حرفياً: «لو أردت قتل إنتاجيتي، فقط أيقظني الساعة السابعة صباحاً».

لو أردت النجاح في ما تحبه ستفعل ذلك بالممارسة المستمرة بغض النظر عن التوقيت.

خرافة رابعة: «تستطيع فعل ما تريده لو وضعته نصب عينيك»

هذا ليس صحيحاً مطلقاً، فالنجاح يأتي بالمثابرة والإصرار، وليس لمجرد تمسكك بأمر ما. مثلاً أنا أريد أن أمتلك مصنع أدوية ولا أملك المال، والبنك يرفض إقراضي لأني لست مؤهلاً مالياً مهما كانت خطتي طموحة، أو قوانين وشروط إنشاء مؤسسة تجارية ما معقدة جداً وخارج نطاق قدرتي، على المدى البعيد المثابرة تمكّن من تحقيق النجاح إلى درجة معينة، لكن التفكير الإيجابي وحده لا يضمن شيئاً.

ختاماً: الكثير من مؤلفي كتب تطوير الذات يهدفون إلى التكسب من خلال استغلال عامل انعدام الأمن النفسي لدى الناس، ومنهم من ينتقد الناس لتقاعسهم عن السعي لتحقيق أحلامهم. لكن الكثير منا قنوع ويكتفي بقدر أو درجة من النجاح، وليس ضرورياً لديه أن يكون ناجحاً في كل شيء أو أن يمتلك أموال قارون، فراحة البال هي ما تجعلنا مطمئنين في حياتنا، وهي تعني أن تكون لدينا أموال كافية لتحقيق سعادتنا.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر