5 دقائق

الابتكار والسعادة في نمط الحياة الإسلامي

د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد

عقد منتدى فقه الاقتصاد الإسلامي دورته الرابعة بعنوان الابتكار والسعادة في نمط الحياة الإسلامي - رؤية استشرافية، وهو العنوان الذي يترجم عن برنامج دولة الإمارات ودبي خاصة، في استشراف المستقبل، الذي بدأ برنامجاً وأصبح واقعاً، وسيصير أنموذجاً يُحتذى للدول والمدن التي تريد الخير لنفسها وشعوبها، وجاء ليساير طموح دبي في ترسيخ مكانتها الرائدة كعاصمة للاقتصاد الإسلامي.

كانت هذه الدورة متميزة بمواضيعها الجديدة في المحاور الثلاثة التي عُني بها المنتدى، وهي: نمط الحياة الإسلامي والاقتصاد من حيث العلاقة والتأثير، والتصاميم والفنون الإسلامية، والسياحة العائلية من منظور الثقافة الإسلامية، وكل هذه المحاور تعتبر ركائز في الاقتصاد الإسلامي للفرد والمجتمع والسياسة النقدية للدولة. والإسلام جاء بتنظيم هذه الأمور من حيث الحل والحرمة وما ينفع وما يضر، وعلى المسلم أن يكون واعياً في تصرفه بماله في هذه الأمور كغيرها من الأمور الأخرى التي يسأل عنها سؤال محاسبة: من أين اكتسب وفيم أنفق؟

وبذلك يكون المنتدى قد خرج عن المفهوم النمطي للاقتصاد الإسلامي الذي لا يكاد يعرف إلا في مجال المصرفية للعقود الشرعية المسماة وغير المسماة، القديمة والجديدة، ليكون هذا التوجه حافزاً لإيجاد نمط اقتصادي واعد في المجالات المتعددة، فذلك مما يناسب التطور الاقتصادي والانفتاح الواسع، والحاجات المتجددة للناس، لاسيما وقد فرضت علينا التكنولوجيا أموراً لم تكن موجودة عند نشأة المصارف.

لقد فرضت العملات الرقمية الإلكترونية نفسها في المنتدى، فكان لها نصيب الأسد من النقاش الجاد؛ الذي حصل من خلاله تصور واضح عنها، أفضى إلى مطالبة الجهات الرسمية في الدول بضبط العملات قانونياً؛ للاستفادة من البرمجيات، وحماية الناس من الوقوع في براثنها، وقد كانت توصيات المنتدى شاملة لمحاوره الثلاثة، وهي:

- نشر الثقافة الاقتصادية والاستهلاك الواعي في المجتمع، بما يحقق التوازن الاقتصادي لدخل الفرد.

- تعزيز ونشر الثقافة الاقتصادية الرقمية، بما يحقق التوازن في نمط الحياة الإسلامي.

- نشر التثقيف الصحي في المجتمع الإسلامي في ما يتعلق بالاستهلاك من حيث آثاره على الصحة في حال عدم الالتزام بتوجيهات الشرع الشريف.

- دعوة المؤسسات العلمية والمتخصصين لابتكار منتجات وخدمات اقتصادية رائدة بعيدة عن المحاكاة.

- الدعوة إلى تنسيق دولي لوضع الأطر والقوانين الكفيلة بضبط إصدار العملات الافتراضية وآليات تداولها وحماية المتعاملين بها.

- إنشاء مراصد الاستشراف الاقتصادي لتتبّع المتغيرات وتقديم رؤى اقتصادية مستقبلية، ودراسة فرص وتحديات الاقتصاد الرقمي والعملات الافتراضية.

- وضع معايير لصناعة الأزياء المتفقة مع الضوابط الشرعية والمحافظة.

- وضع معايير شرعية لصناعة الأفلام والبرامج الإعلامية والألعاب الإلكترونية، وتشجيع رؤوس الأموال على الاستثمار في المجالات الإعلامية الهادفة المتفقة مع الضوابط الشرعية.

- وضع معايير شرعية للبناء والعمارة المستدامة بطريقة علمية وفنية تحافظ على الهوية الإسلامية.

- تشجيع الاستثمار في المجالات العلمية والثقافية كالمراكز البحثية والفنون الإسلامية والمتاحف والتراث.

- حماية وصيانة التراث الإسلامي في سائر المجتمعات وإيجاد التشريعات اللازمة لذلك.

- وضع معايير شمولية لتقييم المنشآت والبرامج السياحية، من حيث موافقتها للأحكام الشرعية، ومتطلبات السياحة العائلية ومحافظتها على البيئة، وتطويرها وتعميم استخدامها، وتشجيع الاستثمار في قطاع السياحة العائلية.

- الاستفادة من التجربة الرائدة لدولة الإمارات العربية المتحدة والتجارب الدولية الناجحة في مجال السعادة والإيجابية التي حققتها للمجتمع.

وبذلك يكون المنتدى قد واكب التطور الاستراتيجي للإمارات، ووضع لبنات قوية للانطلاق بالمصرفية الإسلامية نحو التطور المنشود، والله ولي التوفيق.

«كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي»

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر