5 دقائق

آفة التسويف

الدكتور علاء جراد

من أخطر الآفات التي تعوق نجاح وتقدم الإنسان، التسويف، ويعني تأجيل الأعمال إلى أوقات لاحقة، ويلجأ الإنسان إلى التسويف هروباً من القلق المصاحب لتنفيذ المهام، ويؤدي ذلك إلى نتائج عكسية وضياع فرص على الإنسان، حيث لا يتم إنجاز المهام أو اتخاذ القرار في الوقت المحدد، ويعتبر من أكثر الموضوعات التي تم بحثها، خصوصاً باللغة الإنجليزية، فلو بحثت عن كلمة Procrastination سيعود محرك البحث «غوغل» بستة ملايين و860 ألف نتيجة. وقد يتحول التسويف إلى عادة مزمنة، وبدلاً من تأجيل المهام الكبيرة فقط يقوم الإنسان بتأجيل كل شيء، حتى المهام البسيطة واليومية يتركها إلى اللحظة الأخيرة، ومن ثم يلهث للقيام بها.

«هناك أنواع من المسوّفين  الذين يطمحون  إلى الكمال دائماً، وبالتالي لا يُنجزون  المهام».

وتُرجع غالبية الدراسات السبب في التسويف إلى الخوف والقلق المصاحبين لأداء المهام، وأحياناً لصعوبة أو ثقل المهام وعدم تقبّلها، لذلك يحاول الإنسان التهرب منها وتأجيلها بقدر الإمكان. ومن أشهر أنواع التسويف «التسويف الأكاديمي»، حيث يرى 72% من الطلاب أنفسهم كمسوّفين، ويكثر التسويف في تقديم المشروعات البحثية أو الاستعداد للامتحانات، حيث يقضي طلاب البحث العلمي الكثير من الوقت في تجميع الدراسات السابقة وتحليلها، لكنهم يهربون من المهمة الصعبة، وهي الكتابة، وهناك أنواع من المسوفين الذين يطمحون إلى الكمال دائماً، وبالتالي لا ينجزون المهام، لأنهم يحاولون الوصول إلى الكمال، وهو ما لا يحدث أبداً.

وبحسب مجلة «فوربس» هناك طرقاً عدة تساعد في التغلب على هذه المشكلة، منها أولاً: كتابة المهام المطلوبة إما على الورق أو أحد تطبيقات الموبايل، مع تحديد الوقت المتاح فعلياً لكل مهمة من المهام، وترتيبها حسب الأولوية والضرورة، ثانياً: جمع المواد وأدوات العمل اللازمة للمهمة قبل البدء في العمل، ثالثاً: تذكّر أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، فمجرد البدء في العمل وإنجاز 20% من المهمة يسهّل أداء بقية المهمة، رابعاً: تقسيم المهمة إلى عدد من المهام الأصغر وعدم التعامل معها كوحدة واحدة، خامساً: ابدأ بالمهمة التي تسبب القدر الأكبر من الخوف والقلق، سادساً: ابدأ يومك بإحدى المهام الكبيرة والمزعجة، حيث يسهّل ذلك تنفيذ بقية المهام، ويساعد في الاستمرار على هذا المنوال، سابعاً: فكّر في العواقب المترتبة على عدم إنهاء المهمة، وكن موضوعياً في استيعاب وتخيّل تلك العواقب، ثامناً: حدد وقتاً محدداً، وليكن ساعة مثلاً، تعمل فيه بكل تركيز في مهمة واحدة ودون قلق أو تفكير في أي موضوع آخر، تاسعاً: لا تسعَ للكمال، وحاول إنجاز المهمة في حدود المستطاع.

ويمكن الاطلاع على الكثير من المقالات ومواقع الإنترنت التي تساعد في التغلب على هذه المشكلة.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر