5 دقائق

مدير الجودة الفعال

الدكتور علاء جراد

الجودة أو الإتقان تعني التحسين أو التجويد أو بلوغ درجة عالية من النوعية في المنتج أو الخدمة، وقد عرَّفت منظمة الـ«آيزو» الجودة بأنها مجموعة الخصائص في المنتج أو الخدمة المؤثرة في قدرة ذلك المنتج أو تلك الخدمة على تلبية مجموعة من الاحتياجات، ويعتبر ذلك تعريفاً فنياً لا يعطي وصفاً دقيقاً للجودة، لأن العميل هو من يعرف الجودة، فقد تعني بالنسبة إليه صلابة وتحمل المنتج، أو السرعة في تقديم الخدمة، أو القيم المضافة للعميل، أو السعر، وبالتالي إذا طلبنا من مجموعة من الأشخاص أن يقدموا تعريفاً للجودة، فسيقدم كل منهم تعريفاً مختلفاً، وجميع التعريفات صحيحة، لأن العميل هو من يعرف الجودة.

والجودة هي مجموعة من المبادئ والمفاهيم والوسائل التي إذا ما تم تطبيقها بفعالية فإنها تؤدي إلى تحسين المنتجات والخدمات، وكذلك زيادة الإنتاجية ورضا العملاء والموظفين، وإجمالاً تؤدي إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة، ولكن لابد من ملاحظة أن الجودة في المقام الأول هي ثقافة وأسلوب حياة، وليست مجرد مفاهيم أو وسائل، أو مجرد إدارة أو وظيفة، وهي مثلها مثل أي علم أو فرع من العلوم لها طرق وأساليب في التطبيق، كما أن هناك الكثير من الأبحاث التي توضح أفضل الممارسات وقصص النجاح، ولكن حتى يتم تطبيق الجودة بفعالية لابد من أن يقوم بذلك محترفون ومتخصصون، لديهم المهارات والمعارف والاتجاهات اللازمة لتأهيلهم التأهيل الأكاديمي والمهني لقيادة وتصميم وتطبيق عمليات ومشروعات الجودة، ويتوقف نجاح تطبيق الجودة على جودة القائمين على تطبيقها، فما منظومة المؤهلات اللازمة لمدير الجودة الفعال؟

يوجد نوعان من التأهيل، يشملان التأهيل المهني والتأهيل الأكاديمي، فالتأهيل المهني يشتمل على مجموعة من البرامج التدريبية المعتمدة، التي تقود إلى الاعتماد الدولي، من أهمها مدقق آيزو 9001:2015، وهي الشهادة الأشهر في نظم إدارة الجودة، ثم يلي ذلك شهادة الآيزو 14001 في نظام إدارة البيئة، وثالثاً شهادة الآيزو 45001 في الصحة والسلامة المهنية، التي صدرت منذ أسبوعين، إضافة إلى شهادة مقيم في التميز، وفقاً للنموذج الأوروبي EFQM، أما المؤهلات الأكاديمية فأهمها الحصول على ماجستير في إدارة الجودة، الذي تقدمه بعض الجامعات، ويمكن الحصول عليه بنظام الدوام الكامل أو الجزئي، أو من خلال التعليم الرقمي، وإضافة إلى التأهيل فينبغي أن يصاحبه الانضمام إلى مؤسسات مهنية متخصصة، مثل المعهد الملكي للجودة في بريطانيا، والجمعية الأميركية للجودة. وبالطبع يساعد حضور المؤتمرات والندوات التخصصية على تنمية المهارات، وكذلك توسيع شبكة العلاقات مع الزملاء والمتخصصين في مجال الجودة.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر