كـل يــوم

قرار لمصلحة سلامة المواطنين ليس إلا!

سامي الريامي

قرار الملحقية الشرطية للدولة في المملكة المتحدة، بعدم استخدام سيارات عليها لوحات أرقام الإمارات، والتعميم على الطلبة الإماراتيين هناك بإرجاع سياراتهم، ليس من باب العقوبة إطلاقاً، ولا هو من باب التدخل في الشؤون الخاصة للطلبة، أو الحد من وتقييد حريتهم، القرار لا علاقة له أبداً بهذه الأمور، وهو لا يهدف إلا إلى شيء واحد، هو الحفاظ على سلامة المواطنين هُناك، وتجنباً لجذب الانتباه غير المرغوب فيه!

الأمر كما وضحه بالضبط سفير الإمارات، في العاصمة البريطانية لندن، سليمان حامد المزروعي، هو أن «الملحقية الشرطية للدولة ارتأت أن من إجراءات السلامة في الظروف الحالية، عدم استخدام سيارات عليها لوحات أرقام إمارات الدولة، تجنباً لجذب الانتباه غير المرغوب فيه».

المزروعي لم يخفِ قلقه من ظاهرة انتشار سيارات فارهة تحمل لوحات أرقام إماراتية، فهي من جهة يسهل استهداف أصحابها لأغراض السرقة أو العُنصرية، كما أنها من جهة ثانية لا تتناسب مع العقلية البريطانية، فهم لا ينظرون إلى الخليجيين في تلك السيارات نظرة إيجابية، بل عكس ذلك هو الصحيح، فهي تُغذي فيهم الصورة النمطية لنا كشعب ثري لا يملك من مكونات التقدم سوى التفاخر والاستهلاك الزائد على الحاجة!

الدولة لا تهدف إلا إلى سلامة مواطنيها، وجميع قراراتها تصب في هذا الاتجاه، وفي حالة تعرض أي مواطن لأي مكروه، فإن جميع أجهزة الدولة تستنفر لمساعدته وضمان سلامته، لا يفكر حينها أحد في مسببات هذا المكروه، ولا يسأل أيٌّ من المسؤولين، سواء في الدولة أو سفاراتها، إن كانت تصرفات ذلك المواطن هي التي قادته إلى ذلك المكروه أم لا، ولا يسأل أحد إن كان المواطن اتبع أو لم يتبع تعليمات السلامة في السفر، ولا يفكر أحد في تكاليف أو أموال أو أي شي آخر، بل يهب الجميع لنجدته ومساعدته، وضمان خروجه سالماً، وبعد ذلك يتم نصحه وإرشاده، لذا من الأولى التزام جميع المواطنين بتعليمات وتنبيهات سفاراتنا، فهي الأدرى بظروف وطبيعة وملابسات الأحداث في كل بلد.

خطورة وسلبية شحن السيارات الفارهة، أصبحت أمراً مؤكداً ومقلقاً، وهذا القلق والتخوف يشمل جميع الإماراتيين، سواء كانوا طلبة أو زواراً لمدينة الضباب، وغيرها من المدن الأوروبية، لذا على الجميع التفكير ألف مرة قبل اتخاذ مثل هذه الخطوة، والتفكير هُنا يجب أن يكون شاملاً، لا محصوراً في زاوية واحدة، فعندما يقرر شخص ما شحن سيارته بلوحات أرقام تحمل اسم الإمارات، فعليه أن يكون أهلاً لكل تصرفاته ليمثل الإمارات، ويكون سفيراً لها، فالناس هناك لا يعرفون اسمه، ولن يحددوا هويته، لكنهم يعرفون تماماً أن السيارة تحمل اسم دولة الإمارات، وتالياً فإن أساء الفعل أو التقدير لأي موقف، فإن الإساءة حتماً ستُلصق بالدولة لا بالشخص!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر